ان جحا وابنه حزما امتعتمها لسفر إلى مدينة قصه كامله
إنّها حياتُكَ أنتَ !
مما يُروى في باب أنّ الناس لا يتركون أحداً في حاله:
أن جُحا وابنه حزما أمتعتهما للسفر إلى مدينةٍ مجاورةٍ لقضاء حوائجهما التي لا تتوفر في القرى المحيطة، فركبا ظهر الحمار وانطلقا، وعندما وصلا إلى أقرب قرية عليهما
قال الناس: يا لهذين القاسيين يركبان ظهر الحمار بلا شفقة ولا رحمة!
فنزل الابن وبقي جحا راكباً، وعندما وصلا إلى القرية التالية ...
قال الناس: يا لهذا الأب المستبد يركب ظهر الحمار بينما يتكبد ابنه مشقة المسير!
فنزل جحا وركب ابنه، وعندما وصلا إلى القرية الأخيرة قبل المدينة
فنزل جحا وابنه يمشيان وليس على ظهر الحمار أحد، وعندما وصلا إلى المدينة ...
قال الناس: يا لهذين المغفلين، يمشيان ومعهما حمار يصلح للركوب! 😏
الناس هم الناس في كل عصر! هوايتهم المفضلة التدخل في شؤون الناس! وهم في الغالب يتطوعون لتشخيص مشاكل الآخرين ووضع حلول لها، على الرغم أنهم لو تفرغوا لتشخيص مشاكلهم وحلها لن يكون لهم وقت لمشاكل الآخرين، ولكنها اللقافة والحشرية السَّمتُ الأصيل لقاطني هذا الكوكب!
وأسوأ ما في الأمر أنك أحياناً لا تعرف ما الذي يرضي الناس لتفعله!
فالذي يستشير زوجته عندهم محكوم، والذي لا يستشيرها عندهم مستبد!
والتي تسمع كلام زوجها عندهم ضعيفة الشخصية، والتي لا تسمع كلام زوجها عندهم مسترجلة!
الذي يعمل بوظيفتين ليكفي نفسه مسألتهم عندهم يريد أن يأكل الدنيا، ومن يرونه يُسيِّر أموره بالعافية يتساءلون: لماذا لا يبحث عن وظيفة ثانية!
التي تتزوج وتتفرغ لبيتها يقولون عنها مسكينة كانت ذكية وضيّعت نفسها، والتي تتزوج وتقرر متابعة تعليمها يتساءلون: لماذا لا تتفرغ لبيتها!
هي حياتك أنت، فعشها كما يحلو لك، ما دمتَ على قناعة أنك تفعل الصواب، ولا تبحث عن قيمتك في أعينهم، يكفي أن تكون كبيراً في عين نفسك!
وإذا كنتَ تعتقد أنه يمكن النجاة من كلام الناس بغض النظر عن الحال التي أنتَ عليها فأنتَ لم تعرف الناس، الناس هم الذين قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ساحر ومچنون!
وعندما لم يجدوا للوط عليه السلام ذنباً
قالوا: "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"!