رواية جديدة حصرية بقلم ندى ممتعة للغاية
المحتويات
هذه المرة وخانت الثقة مجددا يحق له أن يستمع لعقله ولكن إذا استمع له الآن سيكون الظالم والجلاد الذي نفذ حكم الأعدام في مذنب قام بالسړقة بينما هو في القانون لا يستحق الأعدام ! .
ولكن حتى وإن استمع لرغبة قلبه لن يتمكن من الصفاء بسهولة ولن يعدها بأن تعود علاقتهم كما كانت إلا بعد وقت طويل .
مد يده وابعد خصلات شعرها عن وجهها وارجعها للخلف ثم مرر ابهامه على وجنتها بلطف يتحسس بشرته الناعمة فتفتح هي جزء بسيط من عيناها لترى صورته غير واضحة ولكن شفتيها انحرفت قليلا لليمين وبدون وعي مدت يدها
من جهة والدته التي تصر على رغبتها في زواجه ومن جهة تلك العنيدة التي لا تدرك خطۏرة ماهي فيه وتعرض نفسها دوما للخطړ فمنذ الصباح وهو يبحث عنها في كل مكان قد يمكن أن تكون به ولكن لا أثر لها حتى هاتفها لا يستطيع الوصول إليها من خلاله . أما بالأعلى تقف كل من هدى ورفيف التي هتفت بإشفاق على أخيها
قالت هدى بإصرار وشيء من الشفقة
_ وإنتي فاكرة إني مبسوطة كدا !! ما أنا بعمل كدا عشان مصلحته وهو عنيد مش عايز يفهم وأنا مش هسيبه كدا لغاية ما يدمر حياته ونفسه سبيه يومين يدور عليها وبعدين هيدرك إن عندي حق وهيوافق
قالت محتجة ومعاتبة أمها بلطف
_ إيه ياهدهد مكنتش أعرف إنك قاسېة كدا .. ولما تقسي بتقسي على كرم على فكرة بقى أنا مش هستحمل اشوفه كدا وهروح أقوله
_ إياكي يارفيف تقوليله وإلا والله العظيم يكون ليا تصرف تاني معاكي ملكيش دعوة دول ولادي وأنا عارفة أنا بعمل إيه كويس وفاهمة دماغ كل واحد فيهم
تراجعت وهي تلوى فمها بامتعاض وتتأفف بخنق وإشفاق على أخيها المسكين أما هدى فأخذت تحدق به بأعين دامعة وقلب ېحترق على حزنه وألمه ولكنها متيقنة أن ما تفعله سيكون السبب في تضميد چروحه التي ټنزف منذ افتراقه عن زوجته !! .....
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى قنوات الطبخ وبينما هي مندمجة في التلفاز جال بعقلها ما حدث بينهم في الصباح فانزلت نظرها عن التلفاز وثبتته على اللاشيء بشرود ليأتيها صوت بداخلها ويخبرها بأنه لم يكن من الجيد وليس في صالحها أن تحادثه هكذا هي الآن في أمس الحاجة لأي شيء ليقربها منه فتستطيع من خلاله امتلاك مفاتيح قلبه وما فعلته بالصباح له تفسير واحد وهو أنه غباء منها والحل الوحيد هو الأعتذار منه ومحاولة تلطيف الجو بذكائها ودهائها الانوثي ! .
_ حسن إنت صاحي .. أدخل
أتاها صوته الحازم يسمح لها بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت ثم اغلقته خلفها كما كان ونظرت له فوجدته متسطح على ظهره فوق الفراش ويعقد كفيه خلف رأسه فتحنحت باضطراب بسيط واقترب لتجلس على حافة الفراش بعيدا عنه قليلا وتطرق رأسها أرضا هامسة باعتذار صادق وهي تعبث بأصابعها
_ أنا آسفة بخصوص الصبح متضايقش مني
أطال النظر إليها في سكون دون أن يجيبها
متابعة القراءة