روايه الظابط صخر كامله مشوقة جدا
المحتويات
البارت الأول
دائماا ماتقسو الحياة وتعصف بينا..ودائما ايضا ماتهيج العواصف حتي ټغرق السفن..ولكن دائما مانجد سفن نجت من تلك العواصف دائماا هناك اشخاص شجعان يقاومون الحياة بعواصفها وهجماتها العاصية والمستعصية حتي تنهزم امامهم او تستسلم لشجعاتهم
وهنا لدي بطل حقيقي أتحدث عنه...هنا أتحدث عن عاصي...
مجدداا كابوس...ذكريات ماضيه وعثرات طريقه الذي لم يصل لنهايته بعد كابوس عمره الذي مازال يلاحقه ليذكره بكم الصدمات التي نالها في حياته
يرتجف بشدة وهو يتذكر سنوات عمره الضائعة والي ماذا قادته
فلاااش_بااك
قبل حوالي ثلاث سنوات...
1032020
تشرق الشمس بخيوطها لتتغلغل لغرفته من بين الستائر بجرئة رغبة في ايقاظه ليفتح عينيه بنعاس ليبتسم ابتسامته البشوشة التي لا تكتمل وسامة وجهه وبشاشته من دونها
يأكل البيت ركضاا وهو ينادي والدته
ماما ماما انتي فين
عاصي تعالي أنا هنا
عاصي بفرحة عندي مفاجاءة لأحلي عيشة في الدنيا اللي نامت وسيبتني امبارح
عاصي بحنان وأنا ماردتش أصحيكي عشان عارف انك تعبانة...ولو انها الصراحة مايتصبرش عليها هههههه
عيشة بفضول وسعادة شكلها كدا مفاجاءة حلوة قول ياواد اي هيا
عاصي وهو يخرج شهادته الثانوية ترررراررر
لتمسك بها عيشة بفرحة بسم الله ماشاء الله 99 ربنا يحفظك ياحبيبي مش غريبة عليك
لتتلاشي ابتسامة عائشة وتتحول لحزن شديد
عاصي باستغراب خير ياماما في حاجة مزعل....
ليدخل الأب بابتسامة بشوشة مقاطعا خير اللهم اجعله خير في اي ياعاصي صوتك انت وامك جابني من برا
عاصي بفرحة وهو يناوله الشهادة امبارح روحت أنا وكريم جبنا الشهادة شوف يا عز بيه عشان ترفع رأسك بابنك
ليهتف بعدها بسعادة غامرة بسم الله ماشاء الله 99 ربنا يحميك
عاصي بفرحة كدا بإذن الله أنا داخل آلسن داخل
لتختفي ابتسامة عزالدين ويحل محلها الحزن وبعض التهكم
عاصي باستغراب هو في اي انتوا مالكوا بتزعلوا لما بجيب سيرة الألسن ليه
لا رد
لا رد
عاصي ممكن حد يرد عليا
عاصي مش فاهم يابابا ممكن توضحلي في اي انا بدأت أقلق
عزالدين بحزن انا عارف ان دي المرة التانية اللي هاهدملك فيها حلمك بس....
عاصي بقلق بس اي
عزالدين بحزن بس ماينفعش احنا مش قد الألسن ياابني انا سألت علي مصاريفها دي غالية اووي واحنا يدووبك مكفيين آكلنا وشربنا
عاصي في محاولة لاقناع والده يابابا انا كبرت وهشتغل و......
عزالدين بلهجة لا تقبل النقاش زمان لما جبت مجموع الثانوي قلتلي كدا رغم اني ماكنتش موافق لكن اقنعتني وبعدها شفت بنفسك امك تعبت كم مرة وكانت بترفض تجيب علاج عشان مصاريفك وكنا عايشين بالعافية وفي تالتة اديك شايف نفسك خاسس النص ازاي عشان ماكنتش بتاخد دروس غير في مادة ولا اتنين والباقي مابتنامش الليل وانت بتذاكرهم ومستحيل اني اقبل بالوضع دا يتكرر انا ماصدقت انه خلص ياعاصي
عاصي بس أنا....
عزالدين مقاطعا بحزن عاصي ماتناقشنيش لو سمحت الموضوع دا ملغي وياريت تتقبل الواقع بتاعك بقا عشان انت كدا هتتعب في حياتك صدقني بطل تحلم ياعاصي بطل تعصي الواقع بتاعك
لينظر له بحزن وهو يربت علي كتفه مكملاا معلش يا ابني بص انت ممكن تدخل كلية تجارة هي والله مش وحشة صدقني ومصاريفها اقل كتيير من آلسن
لتذكره تلك الكلمات بكلمات والده السابقة بعد ان فلح في اقناعه بالتحاقه بالثانوي العام ليحاول بعدها اقناعه باالتحاقه بشعبة علمي لرغبته الشديدة في الالتحاق بكلية الهندسة ليخبره يومها والده بذات الكلمات
معلش ياابني أدبي مش وحشة
لينظر لوالده ووالدتها بنظرات منكسرة ومنها سخرية واستهزاء بالواقع المرير الذي لم يرضي به او عنه يوماا ليستدير مغادراا الغرفة بسرعة نحو غرفته التي شهدت كل انهيارته السابقة ومازالت تشهد
لتنادي والداتها بحزن شديد عاصي...عاصي
لم يرد حتي وصل الي غرفته ليدلف ويغلق الباب بقوة ليسقط مڼهارا خلف الباب
لماذا!
لماذا كتب له أن يري أحلامه وهي تتسرب من بين يداه ولا يستطيع الامساك بها
لماذا تسطع الشمس بعد الليل عند كل الناس وعنده يحل الليل بعد النهار ليقطع سعادته وېحطم فرحته قبل أن تتم لماذا تجهض كل أحلامه قبل أن تولد
يلعن ظروفه ويلعن الفقر الذي كتب عليه مذ أن ولد يعاتب الحياة لماذا يبني تلك الاحلام لتصبح سرابا بعد ان كانت واقع يعيشه يسهر ويصوم لأجلها
....والآن إنهار كما إنهارت أحلامه
ليهتف والده بحزن شديد من خلف الباب ياابني سامحني وماتزعلش دا نصيبنا ولازم نرضي بيه وان شاء الله ربنا هيعوضك
عاصي بدموع وابتسامة هازئة عادي يابابا واضح انه انكتبلي أعيش وأموت في الفقر وواضح كمان إن الفقراء بيغلطوا أوووي لو فكروا يحلموا عشان الأحلام مش ل اللي زيناا
عيشة بدموع ياحبيبي ماتزعلش والله أنا بدعيلك كل يوم في الصلاة وان شاء الله هتوصل وهتبقي حاجة كبيرة و ربنا مش هيكسر بخاط...
يقاطعها بصرآخ واڼهيار بسسسسس كفاية مش عايز أحلم تاني مش عايز حاجة خلاااااص سيبوني اعيش واموت في اللي انكتب عليا
ليفزع كلاا من عزالدين وعيشة فاابنهما لم يصل لتلك الحالة من التمرد قبلاا
فلنتعرف معاا علي سكان هذا البيت البسيط بالاسكندرية والمطل علي البحر
عاصي عزالدين عاصي شاب طموح وحالم كسرته الأيام وظروف الفقر التي كتبت عليه مرارا لكنه أبي ورفض أن يخضع لها
والآن نشهد قصته معاا ليس في غاية الوسامة كبطل تلك الروايات الرومانسية ولكن يتمتع بجاذبيته الخاص ذو جسد منسق وبشرة قمحية شاردة وعيون عسلية بها خيط من لمعة حزن تجعله أكثر جاذبية
عيشة سيدة لطيفة في منتصف الأربعينات رزقت ب عاصي بعد محاولات عديدة للانجاب تعمل في الحياكة الخياطة كما أن لديها أمام بيتها محل ورود وأزهار صغير فهي تحبها منذ طفولتها
عزالدين رجل بسيط في بداية الخمسينات صاحب محل أسماك بسيط علي البحر قدر له الفقر الذي عان ومازال يعاني منه
رغم بساطة شخصيته ورضاه بأقل الأشياء الا ان الحياة لم تكف عن اعطاءه بعض الضربات الناعمة
البارت الثاني
ح
1132020
مضي الليل الذي لم يزل عنه إلي حال سبيله لتشرق شمس اليوم ولكن...ينقصها شيئ أين مداعبتها نشاطها الذي كان دائماا مايلهبه للغوص بالحياة والتعمق بها
كل هذا إختفي عندما إختفت تلك اللمعة بعينيه...لمعة محملة بالسعادة والألم رغم الظروف القاسېة التي كان ومازال يواجهها
ينهض عن الفراش متوجهاا حيث المرحاض خارج الغرفة بجانب المطبخ الصغير
تلمحه والدتها لتتجه نحوه بلهفة وقلق وصل ذروته لتهتف بقلق عاصي انت كويس ياحبيبي
عاصي ببرود كويس
لتنظر پصدمة ماهذا! لم يكن يوماا بهذا البرود كان دائما هادئ ممازخ مهما عان وتخبط بحياته يبتسم بمرح باان القادم أفضل ودائما ماكان يردد الخيرة فيما اختاره الله
ولكن الآن تمكن اليآس منه ..
متابعة القراءة