روايه دراميه بقلم سلمى نصر
المحتويات
اتجمعنا بعد الشهور دي!
قالتها شيرين بابتسامة واسعة بينما هتفت ياسمين بمرح
بصرة يا بت يا نورا أنا وأنتي لبسنا حجاب مع بعض!
التوي جانب فم يارا بالسخرية ثم أكملت طعامها بنهم لتنظر لها الثلاث فتيات في دهشة بينما تحدثت شيرين زاجرة إياها
يخربيتك خلصتي الأكل قبل ما نبدأ.
نظرت إليها يارا وهي تمضغ طعامها قائلة ببراءة
ياسمين بحزن مصتنع
الله يكون في عونك يا عاصم أكيد مجنناك.
تعالت ضحكات الفتيات على مظهر يارا وبدأوا في خوض أحاديث مرحة ممتعة حتي قاطعهم رنين هاتف نورا التي نهضت ما أن علمت بأن المتصل هو مراد لتبتعد عنهم ثم أجابت ليبادر مراد بالحديث بمرح
بما أن محدش أتصل بيكي ولا عبرك قررت اعطف عليكي.
نفخت خديها قائلة بغيظ
الحق عليا أنا غلطان.
لا بجد بتتصل عشان حاجة معينة مش كدا.
الصراحة آه.. عايز أقولك إني نص ساعة بالكتير وهاجي آخدك.
بس يا مراد كنت عاي...
مبسش.. هو أنا غلطان عشان وحشتيني وعايزك.
أعمل اللي تعمله أنا في المول اللي كنا فيه امبارح.. سلام.
أغلقت الهاتف ثم استدارت لذلك الصوت ورائها
لو سمحتي ممكن أطلب منك طلب
أيوا طبعا اتفضلي.
تصنعت تلك المرأة التوتر ثم أردفت
الشنط معايا كتير وجوزي مشي بسبب مكالمة من الشغل.. لو ممكن تشيلي بس الصغيرة لحد تحت وأنا اشيل الشنط.
آخذت منها الفتاة الصغيرة لتحملها ثم توجهت معها حتي هبطوا معا إلي المرأب فتوقفت تلك المرأة أمام أحدي السيارات ثم أخرجت مفتاحا وفتحت تلك السيارة لتآخذ منها الطفلة واضعة إياها في المقعد الأمامي لتعود إلي نورا مبتسمة إليها بإصفرار ثم أخرجت بخاخا لتضغط بيدها عليه فسقطت نورا مغشي عليها....!
مع السلامة يا نورا هانم.
الفصل السابع والعشرون
الشبيهة
شهقة عالية أصدرتها نورهان عندما أستمعت إلي صوت من ورائها لتجده علي يبتسم بتسلية فوضعت يدها على صدرها قائلة بحنق
يوووه يا علي اټخضيت.
ليجيبها علي بعبث
سلامتك من الخضة يا قمر.
أخلص خرجها من هنا ممكن يلاحظوا أن كاميرات المراقبة متوقفة.
أقترب علي حاملا نورا ثم وضعها في المقعد الخلفي وأحكم وضع تلك القبعة التي يرتديها فوق رأسه حتي لا يتعرف أحد على هويته وتحدث إلي نورهان رافعا سبابته بتحذير
الغلطة فيها موتك يا نورهان... متتساهليش وتفكري أن المهمة سهلة لا أنا عايز أقولك أن مراد ذكي جدا وممكن يكتشفك في ثانية.. يبقي نثبت كدا و زي ما قولتلك اتكلمي معاه عادي بلاش المياصة وكهن النسوان بتاعك ده تجيبي حتة الفلاشة دي اخليكي تسافري برا البلد وتفتحي مشروع محترم زي مانتي عايزة.
ها عرفتي أشكال وأسماء أصحابها ولا هتفضحينا
ركزي كدا وبلاش غباوة.
تآففت نورهان بضيق ثم هتفت بإقتضاب
لو خلصت كلامك امشي وإلا اللي بتقوله ده هيروح في حيط لو حد شافنا دلوقتي.
هرع علي إلي السيارة عندما أستمع إلى صوت دعسات حذاء قادمة نحوهم ثم أعطي إلي نورهان حقيبة يد نورا من النافذة و انطلق سريعا بينما تنفست نورهان بعمق ثم ذهبت إلي المكان المتواجد به صديقات نورا وهي تبحث عنهم فهي قد شاهدت صورهم قبل مجيئها أبتسمت بإصفرار وهي تجلس على الطاولة بجانبهم لتصيح يارا
اتأخرتي اوي فكرتك مشيتي.
هزت نورهان رأسها قائلة ببرود
أنا اهو قدامك.
بينما عقدت ياسمين حاجبيها مغمغمة بتعجب
أنتي حاطيتي حاجة في وشك!
اشاحت نورهان بوجهها قائلة بارتباك
مانا كويسة معملتش حاجة في وشي الله.
تسائلت شيرين مغيرة مجري الحديث
طب آخر كلام الفستان الأحمر حلو ولا الفستان الأخضر أنا حاسة الأخضر هيبقي تغيير وتصميمه أصلا تحفة.
صاحت يارا بنفاذ صبر
يا بنتي تعبتي قلبي أنا حاسة إني هولد دلوقتي بسببك.. الاتنين أحلى من بعض والله.
أستمعت نورهان إلى رن هاتف نورا من تلك الحقيبة لتفتحها ثم آخذت الهاتف فوجدت اسم مراد يضيء على الشاشة لتبتلع ريقها ثم تحدثت مجيبة إياه بغنجية
بتتصل ليه يا حبيبي
رفع مراد حاجباه ثم أجابها في حنق
هيكون ليه يعني! اخلصي يا نورا سامح واقف مستني تحت هو اللي هيوصلك.
حاضر ثواني واكون تحت.
نهضت فجأة قائلة بجفاء
اسيبكم انا.
نظرت الثلاث فتيات إليها بحيرة ثم بادرت يارا قائلة عندما وجدتها تبتعد عنهم
مستعجله علي ايه يا بنتي وبعدين سايبة الهدوم اللي جيبتيها وماشية كدا!
ضړبت نورهان يدها على رأسها تتصنع النسيان
معلشي بس بجد تعبت انهارده و مراد أتصل قال إنه جاي ياخدني.
أعطتها ياسمين الحقائب قائلة بمشاكسة
الله يسهلوا الاستاذ مراد ... كل مرة تخرجي معانا فيها يجي ياخدك كأنك هتتخطفي.
لم تكترث نورهان لتلك الهمهمات خلفها إنما أسرعت بخطواتها إلي خارج المول وهي تنظر حولها محاولة التعرف على السائق ولكنها فشلت ليقترب منها سامح الذي لاحظ نظراتها الباحثة تحدث برسمية
اتفضلي يا هانم.
حمل تلك الحقائب ثم وضعها بالسيارة وبعد مرور بعض الوقت وقفت السيارة أمام ذلك البيت الضخم لتتسع عيني نورهان في دهشة متمتمة بين نفسها
يا نهار ابيض! يعني أنا هعيش في البيت ده...!
دا مش بيت دا قصر.. يا علي يا أبن ال ليك حق تطمع في ثروته دي بس أكيد مش هطلع من المولد بلا حمص.
فتح إليها سامح السيارة باحترام لترفع أنفها بكبرياء ثم توجهت للداخل لتستوقف أحدي الخدمات قائلة باستعلاء وغرور
شوفي مراد فين و جهزيلي حمام سخن بسرعة.
هتحضري الأكل معانا ولا نبدأ احنا يا هانم
سألتها الخادمة بابتسامة متوترة لتندثر عندما هتفت نورهان بتكبر
اومال انتوا هنا بتعملوا ايه طالما أنا اللي أحضر الأكل! يالا غوري من قدامي شوفي شغلك بلا هم.
نظرت تلك الخادمة في الأرضية تخفي دموعها تبتلع تلك الإهانة فهي معتادة أن تخبر نورا بوقت إحضار الطعام لأنها أخبرتهم من قبل بأنها ستتولى إحضاره أثناء وجودها وبالطبع لم تتعامل نورا مع أحد من قبل بهذه الطريقة اللازعة دائما ما توزع ابتسامتها البشوشة العفوية المحبة لدي الجميع.
انصرفت الخادمة لتبقي نورهان تنظر حولها بانبهار لذلك الأساس الفخم قائلة بابتسامة واسعة
يعني أنا اسيب الخدم و الحشم وثروة زي دي وأرجع اشتغل رقاصة!!
أنا قتيلة البيت ده.
صعدت على الدرج تلملم فستانها بيدها تدندن بشئ ما ثم دلفت إلي أحدي الغرف بعد بحث أستمر لبضع دقائق لمعرفة غرفتها و توجهت إلى المرحاض ليفرغ ثغرها في دهشة متأملة حجم وجمال الحمام تقسم بأنه أكبر من منزلها الصغير ملئت المغطس الكبير وعملت على وضع جميع أنواع العطور به لتنعم بحمام دافئ متناسية تماما لما جائت إلي هنا ! أستمعت إلي طرقات الباب لتزفر قائلة بإنزعاج
يادي النيلة الواحد ميعرفش ياخد راحته أبدا.
حمحمت أحدي الخادمات قائلة بجدية
مراد بيه طالب حضرتك في المكتب.
أبتسمت نورهان بخبث تستعد لتلك المواجهة بينهم تملي على نفسها ما يجب أن تفعل ثم صاحت
روحي انتي أنا خارجة.
أرتدت ذلك القميص القصير بلونه الأبيض و وضعت بعض من مساحيق التجميل لترتسم ابتسامة واثقة على شفتيها اعتقادا بأن مراد سيكون صيدا سهلا فهي قد تعاملت مع رجال عدة فقط باستخدامها لحركاتها المغرية و دلالها المبالغ به يلهث خلفها الرجال...!
رفعت شعرها إلي الأعلى ثم خرجت من الغرفة متوجهة إلى الأسفل
متابعة القراءة