رواية جديدة جميلة جدا وممتعة بقلم ناهد خالد
المحتويات
أخرج الحقائب
قولت أشوف عندك آخره ايه .
خرجت بملامح مندهشة من تفكيره ووقفت على مقدمة الدرج تنتظره حتى أغلق باب الشقة وهو يقول
هنجيب باقي الحاجة بعدين .
حمل الحقيبتان وترجل الدرج تتبعه هي بعدم رضى داخلي لكن استسلمت لإصراره على الرحيل .. بهتت ملامحها وهي ترى والدة زوجها تخرج من شقتها تقف أمام ولدها بملامح مصډومة وهي تسأله پذعر
أجابها بهدوء تام
شنطنا ... مش قولتلك هطلع امشيها .. لتكوني فكرتي إني همشيها واقعد !
تلجلجت في حديثها وهي تقول
يابني أنا مقولتلكش تمشيها .. أنت الي قولت..يعني الي بينا عادي وبيحصل في كل بيت متكبرش الموضوع.
نفى برأسه وهو يهتف بجدية
لا ياماما .. الي بيحصل ده مش عادي وأنت عمرك ما هتتقبليها أنا عارفك كويس وتعبت من المشاكل ووقوعي بينكوا في كل مشكلة مش عارف اراضي مين وأجي على مين اريح لنا كلنا البعد وكده كده هجيلك وهكون معاك وقت ما تحتاجيني بس إني أعيش بمراتي بره ده أفضل لينا كلنا .
لأ لأ يا ياسر مش هتمشي..هتسيب أمك عشان مراتك هتبعد عني عشانها وهتسمحلها تاخدك مني !..
هز رأسه بيأس وهو يقول
شوفت بقى إن طول الوقت هتكوني حطاها في دماغك ومعتبراها ند ليك هتاخد منك ابنك وهتقسيني عليك .. عرفت إن وجودكوا مع بعض في بيت واحد مينفعش.. ماما لو سمحت سبيني ابعد على فكره أنا من الأول كنت هقعد في شقتي لولا إن هي الي أصرت نيجي نقعد مع حضرتك عشان متزعليش وتفكري إنها السبب في بعدي عنك ومع ذلك شايفاها وحشة .. وعمرك ما هتشوفيها غير بالصورة الي أنت رسماها ليها مهما عملت .
ممكن ادخل
هتف بها مسعد وهو يقف على باب غرفة ابنته الشاردة أمام النافذه فالټفت على صوت أبيها لتهتف بإبتسامة واسعة
دلف للداخل وجلس فوق الفراش لتتبعه سريعا تجلس جواره فبدأ حديثه يقول
جيت من الشغل لقيت أمك بتقولي إن العريس معجبكيش .. قولتلها أحسن برضو أنا مكنتش موافق أصلا بس حابب أعرف السبب منك .
تنهدت تسرد عليه مقابلتها لذلك الرجل وما إن انتهت حتى أكملت
حسيت أنه مش فارق معاه أنا عاوزه ايه المهم إنه يضمن مستقبل ابنه وبس وأنا معنديش استعداد أضيع كل الي عدى من عمري وأسيب شغلي في الآخر .
كان هذا صوت آمال الذي صدح في الغرفة بعد أن دلفت لتستمع لحديث ابنتها ... وقفت أمامها وهي تكمل حديثها بحزن أم على حال ابنتها
أنا مبقولكيش تسيبي شغلك وتوافقي تبقي مربيه لإبنه ولا بقولك أنت غلطي لما رفضتيه .. بس وبعدين يا زينب هتفضلي كده لإمتى يابنتي أنا وأبوك مش عايشين ليك العمر كله والعمر بيعدي وممكن فجأه تلاقي نفسك لوحدك ساعتها الوضع هيبقى ايه !هتندمي إنك اتمسكت بشغلك ونسيت حياتك ولا هتفضلي على موقفك .
ليه مينفعش أتمسك بشغلي واتجوز ! ليه مش زي باقي البنات الي بتتجوز وهي بتشتغل عادي ! .
أجابها مسعد بتوضيح
عشان أنت مش موظفة عادية أنت مديرة وكل الي بيتقدمولك أقل منك وبيقلقوا إنك بعدين تتنطتي عليهم بوظيفتك معظم الرجاله يابنتي ميحبوش إن مراتهم تبقى في وظيفه أعلى منهم .. وللأسف كل الي اتقدمولك من المعظم دول ..
نظرت لوالدها بحيرة وهي تردد بوهن
وأنا المطلوب مني ايه اعمله أتنازل عن وظيفتي عشان اتجوز !
نفى برأسه وهو يربط بكفه على ذراعها
زي ما أمك قالت احنا مش عايشين العمركله وهييجي يوم وتلاقي نفسك لوحدك
..
التف ل آمال يكمل حديثه بجدية
وساعتها يا أم زينب جوزها نفسه مش هيسندها ولا مضمون ولو في يوم جه عليها وحبت تبعد هتلاقي نفسها مش عارفه تسند حالها ولا لاقية اللقمة تاكلها ويمكن ده يخليها تطاطي لجوزها وتكمل معاه .. الي هيسندها بجد شغلها ومكانتها والبيت ده هم الي هيحموها من غدر البشر .. أنت ضامنه جوزها ده يبقى ايه ولا خصاله ايه !
أعاد وجهه ل زينب مكملا
اثبتي على موقفك يابنتي وأعرفي إن الجواز نصيب زيه زي كل حاجه في حياتنا ولو نصيبك متتجوزيش يبقى ساعتها تقدري تسندي نفسك وترضي بنصيبك .
ابتسمت لأبيها بإمتنان وهي تومئ له موافقة على حديثه ليبادلها الإبتسامة قبل أن ينسحب للخارج هو ووالدتها وما إن خرج حتى هتف بحدة
آمال الي قولتيه جوه مسمعوش تاني .
حاولت التبرير وهي تقول
أنا بس ..
قاطعها بنبرة
حادة
سمعتي أنا قولت ايه ...
أومأت برأسها
متابعة القراءة