رواية بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


هتلاقي نفسها مش عارفه تسند حالها ولا لاقية اللقمة تاكلها ويمكن ده يخليها تطاطي لجوزها وتكمل معاه .. الي هيسندها بجد شغلها ومكانتها والبيت ده هم الي هيحموها من غدر البشر .. أنت ضامنه جوزها ده يبقى ايه ولا خصاله ايه !
أعاد وجهه ل زينب مكملا 
اثبتي على موقفك يابنتي وأعرفي إن الجواز نصيب زيه زي كل حاجه في حياتنا ولو نصيبك متتجوزيش يبقى ساعتها تقدري تسندي نفسك وترضي بنصيبك .

ابتسمت لأبيها بإمتنان وهي تومئ له موافقة على حديثه ليبادلها الإبتسامة قبل أن ينسحب للخارج هو ووالدتها وما إن خرج حتى هتف بحدة 
آمال الي قولتيه جوه مسمعوش تاني .
حاولت التبرير وهي تقول 
أنا بس ..
قاطعها بنبرة حادة 
سمعتي أنا قولت ايه ...
أومأت برأسها موافقة وهي تتجه للمطبخ لتكمل إعداد الطعام ..
فتح باب الشقة وتبعها الأنوار لتظهر شقة أقل ما يقال عنها رائعة ألوان الحوائط هادئة ومريحة للنفس والإضاءة تعطي جمال خاص والأثاث الذي كسي بأقمشة بيضاء لحفظه من الأتربة اتجهت زهرة لأحد الآرائك لتزيل القطعة القماشية من فوقها ووقفت تنفض يدها من الأتربة التي غمرت كفيها ... زفرت بضيق وهي تلتفت ل ياسر ورددت 
محتاجه حملة نضافة للصبح دي .
بقالها سنة مقفولة طبيعي يعني .
ردد جملته وهو يضع هاتفه فوق الطاولة وتبعها فتحه لأحد الحقائب وإخراجه لثياب له ثم أردف بمرح 
تعالي بقى طلعيلك حاجه لزوم الشغل .
أنت هتغير مش هتنزل الشغل 
تسائلت بها وهي تتجه لحقيبتها ليجيبها بهدوء 
لأ عندنا تنضيف مش فاضي .
وقفت تطالعه بإندهاش وهي تردد 
أنت هتنضف معايا بجد 
اعتدل بعد أن التقطت ثيابه وهو يجيبها بتأكيد 
طبعا .. اومال هسيبك في الشقة دي كلها تنضفيها لوحدك ! معنديش ډم للدرجادي !.
ايوه يا حبيبي بس الشقة مبهدلة وهتتبهدل تراب غير إنها محتاجه مجهود .
أردف بسخرية 
ويعني أنت مش هتتبهدلي تراب وهتبذلي مجهود ! ايه الفرق بقى ! يلا هروح أغير وأنت غيري عشان نبدأ .
أنهى حديثه متجها لأحد الغرف لتقف تطالع أثره بإبتسامة محبة كل يوم ترى عوض الله لها في هذا الرجل تأخرت في الزواج ربما ولكن حين اختارت أحسنت الإختيار ..
لا كفاية بقى أنا مبقتش قادرة .
هتفت بها زهرة بعد ساعتان من التنظيف وقد انتهوا من تنظيف غرفتهما والمرحاض والمطبخ فقط جلس ياسر بجوارها على أرضية المطبخ وهو يردد بإنهاك 
الموضوع صعب أوي كل حاجه متربه بغباء بقلك ايه أنا شايف إننا مش هنحتاج أي عفش من الشقة التانية كفاية البلاوي الي هنا .
أكدت على حديثه وهي تردد 
طبعا مش هنحتاج أنا جهازي كله هنا والفرش الي اشتريناه سوا قبل الجواز برضو هنا ... بصراحه كان عندك حق لما فرشت الشقتين .
عشان تعرفي .. كنت معارضاني أنت وعماله تقوليلي مصاريف على الفاضي .
كنت فاكره إننا مش هنحتاج للشقه هنا .
هز رأسه وهو يجيب بسخرية مبطنه
أنا بقى كنت واثق إننا هنحتاجها .. بقلك ايه هقوم اطلب دليفري وبعدها ادخل استحمى واغير هدومي وبكره نكمل بعد الشغل ومش ضروري تيجي أنت عشان متبقيش تعبانه لما نييجي ننضف .
أومأت وهي تنهض معه مرددة 
ماشي وأنا هروح أطلعلك هدوم وبكره هبقى اتسلى كده في التنضيف لحد ما تيجي .
وأخيرا بعد ساعات شاقة أصبحا على فراش النوم يريحان جسدهما المنهك ولكن عقلهما لم يرتاح بعد .. أحاطها بذراعه وهي نائمة على صدره وردد 
متفكريش في حاجه يا زهرة .. احنا خلاص ارتاحنا وحياتنا إن شاء الله هتبقى هادية ومستقرة .
أتاه صوتها الحزين وهي تسأله 
ليه مفضلناش هناك وقدرنا نتفاهم مع مامتك ونبقى عيلة واحدة أنا مكنتش اتمنى إنك تسيب أهلك يا ياسر .
تنهيدة قوية صدرت منه قبل أن يقول 
ولا أنا يا زهرة كنت اتمنى بس مش كل الي بنتمناه بيحصل هي دي الدنيا .. ومين عالم يمكن في يوم أمي تعرف إنك مش وحشة زي ماهي شايفة وتفهم إنك أحسن اختيار اختارته في حياتي .
دفنت رأسها في صدره وهي تغمغم 
وأنت أعظم اختيار يا ياسر وهفضل أقول إنك عوضي الحلو .
قبل أعلى رأسها بحنو وهو يهتف بحب 
كانت أحسن صدفة في عمري يوم ما اشتغلتي في شركتي وشوفتك .
التاسعة صباحا ..
كيف لها أن تتأخر على عملها لهذا الحد ساعة بأكملها تأخير منذ متى وأنت تتأخرين عن عملك يا زينب هذا ما كانت تحادث به ذاتها وهي تركض في أرجاء الغرفة حتى انتهت من ارتداء ثيابها والتقطت حقيبتها تسرع للخارج وقبل أن تصل لباب الشقة استمعت لصوت والدتها يصدح من خلفها 
استني يا زينب افطري .
رددت باستعجال 
معلش يا ماما متأخره افطروا أنتوا .
وصلت للشركة التي تعمل بها أخيرا لتلتقط أنفاسها بصعوبة فقد وصلت في تمام التاسعة وخمسون دقيقة جلست في غرفة مكتبها تتابع الأعمال لتدلف لها السكرتيرة
 

تم نسخ الرابط