روايه فاطمه منقوله
سنسن
ربتت على ظهرها بحنو وقالت بجدية
ورحمة جدك يا سراج لو رقية ما جت خلال يومين اتنين بس أنا هكمل الج وازة وماحدش هيقدر يرد ليه كلمة
ابتعد عن أحضانها وزاغت عيناه بخيبة أمل وخرج صوته منكسر قائلا
كلمتي ماما وقالت مش جايه
بعدما شعرت بمدا حزنه هزت راسها نافية وقالت
لا يا حبيبي هتيجي طبعا معقول مش تحضر ده أنت أول فرحتها يا قلبي هي فرحت أوي وكمان لم عرفت مين العروسة قالت مراد يظبط أمور شغله وهننزل فورا بس أنا عاوزة افرح بيك وهم احرار بقا
أوما برأسه لجدته فهو يعلم بأنها تخفي عليه لا تريد حزنه ولكن ليس مهم أن ينتظر شيئا لا يناله دائما فقد كان مهمشا لدى عائلته رغم أنه الطفل الوحيد لعائلته لذلك عند مرحلة الجامعة عاد إلى القاهرة ليدرس أداره اعمال ببلدته وظل بجانب جدته تلك السيدة التي تبلغ من العمر سبعون عاما ولكن أعطته ما فقده من حب وحنان الأبوين لذلك هي أهم شخصا بحياته
شعور لا يوصف عندما تكون على يقين بأنك على مشارف المۏت ليس بينك وبين النجاة إلا معجزة
أسبل سليم عينيه مستسلما لمصيره المحتوم وإذا بصوت أنثوي رقيق استماعه يأتي من بعيد بلكنتها المميزة علم من تكون صاحبة الصوت حرر حياة من أح ضانه وركض بلهفة يقف خلف النافذة المحترقة ليجدها حقا كريستينا تقف بالاسفل وتصرخ منادية باسمه لن يتوهم أشار بيده وخرج صوته العال مستغيثا بها
أرجوك كريست ساعديني المنزل ېحترق
حسنا عزيزي أنا هنا من أجلك
وضعت الدرج الخشبي وثبتته على الحائط الذي يصل لنفاذة الغرفة التي يوجد بها سليم وهتفت قائلة
دقق أنظاره على الدرج والنافذة والتهمت النيران كتفه الايسر وأوقدته صړخ مټألما ونزع القميص ولكن طالت النيران ذراعه ولكن عاد إلى حياة مسرعا لم يكترث لآلام ذراعه فقط يريد الفرار بزو جته من هذا المنزل وحملها برفق بعدما وضع سترته تحتمي بها من ألسنة اللهب وصعد النافذة بخفة ودنا بقدمه ليثبتها على اول دراجات السلم الخشبي ونجح في الامساك بوضع يده اليمنى تحاوط زو حته والأخرى يضعها على الدرج ليهبطه بخطوات مترقبة وأنفاس متلاحقة إلى أن انتهى وتنفس الصعداء وهو يسير خلف كريستينا ليستقل سيارتها مسرعا بهما إلى المشفى
أشكرك على أنقاذك لحياتي وحياة زو جتي مديون لك بعمري وحياتي كريستثم أردف قائلا
لك ما شأتي وأنا سألب لك كل ما تحلمين به
نظرت له مبتسمة وقالت
لا داعي للشكر هذا عملي سيدي
لم يفهم سليم مقصدها ولكن تذكر جان وخيانته وكان يظن بأنها مثله ولكن تفاجئ بقدومها وأنها أرادة أنقاذة
بعدما وجدت التشتت على ملامحه أشهرت الكارت الخاص بهويتها أمام عينين سليم
هذة هويتي الحقيقية رائد مارينا جورج
وكريست
ضحكت بخفة واجباته
فتاة أقتحمت عالم الماڤيا من قبل الشرطة الفيدرالية ولذلك كنت أساعدك دائما وحان الوقت لكي تعرف هويتي
ثم صفت سيارتها أمام المشفى ونظرت له
أهتم بصحتك وصحة زو جتك أولا ثم سنتحدث ثانيا وسوف أخبرك بكل شيء الآن علي اللحاق بجان وسوف أزف له خبر الخلاص منكما لكي ينقل الخبر للزعيم ويطمئن قلبه
قال سليم بخيبة أمل
ولكن حصل على الفلاشة الخاصة بكل شيء
أعلم بأن زو جتك تعمل بالهاكر وسوف تساعدنا في أعادة المعلومات تلك من الهارد الخاص بك هيا ترجلا لكي لا يلتهب چرحك ويجب إنقاذ زو جتك أيضا
ترجلا سليم مسرعا لكي يلحق بحياة وولج بها مسرعا
لداخل المشفى الذي صړخ بهما يريد الطبيب المصري أدم لكي يفحص حياة فهو لم يثق
بأحد بعدما تعرض لهما
وبالفعل عندما ات أدم خبر وجود مصرين يستدعونه بالطوارئ ذهب على الفور لكي يتفاجئ بوجود سليم بحالة يرثى لها ومازال يحمل حياة بين ذراعيه يخشى عليها
قرب له أدم التورلي لكي يضع حياة عليه ونظر لسليم يهتف بقلق
اية اللي حصل
هتف سليم پخوف من خسارته لمحبوبته
الشقة اللي كنا مستاجرينها حصل فيها حريق وحياة اختنقت من الدخان
رمقة بنظرة مبهمة ولكن قرر
أن يفحص حياة أولا ونظر لذراع سليم الملتهب بشدة وقال
لازم حد يشوف دراعك حرقك من الدرجة الثالثة
هتف بقلق وعيناة مصوبة على الغافلة التي لا تشعر بكل ما يحدث حولها
أطمن على حياة الأول
بدأ في تفقد نبضها وعلم بأنها فقدت الكثير من الأكسجين فلابد وأن تخضع لعدة فحوصات ووضعها بالعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي لأن الريئتين تأذت تماما بسبب الدخان التي عبئ ريئتها مدة طويلة
واستعان بطبيب أخر خاص جلدية وتجميل لكي يعالج الحړق الذي أصاب ذراع سليم الأيسر بأكمله
بعدما أنتهى الطبيب من تطهير الحروق والچروح التي بذراع سليم وضع الشاش الطبي على ذراعه بالكامل ولم يشعر سليم بالألم بسبب الإبرة المخدرة التي غرزها الطبيب بذراعه لكي يخفف من حدة الألم
ظل عيناه تطالعها وهي م مدة على الفراش الطبي داخل غرفة العناية والأجهزة محاطة بها من كل جانب أسند رأسه بالحائط خلفه وانظاره متعلقة بباب غرفة العناية وأنفاسة تختنق بسبب ما تعرضت له حياة بسببه هو يلوم نفسه على تلك المجازفة بحياتها يا ليته لم يأتي بها إلى هنا ولن تتعرض حياتها للخطړ لن يسامح نفسه على ما حدث يجلد نفسه ويحاسبها ودعى ربه بأن تسترد وعيها لتعود لقلبه النبضات التي أختفت معها خلف ذلك الباب
نتألم عندما نعجز عن البوح عما في داخلنا نتألم عندما نرى من نعشقهم ليسوا معنا نتألم في لحظات اشتياقنا لهم ولا نستطيع لو النطق بكلمة أنا مشتاق
بالقاهرة
عندما حل المساء غادر المنزل وقرر أن يذهب لانتقاء باقة من الورود الحمراء وبوكس مغلف من الشكولاته الفاخرة كما انتقى قلادة ذهبية يتدل منها قلب صغير لكي يريدها أن تضع صورته داخل ذلك القلب ولن تنزعها من عنقها ثم بعد ذلك توجها مسرعا لمنزلها لكي يلتقي بها يريد أن يتحدث معها ويفتح له قلبها فهو لا يتمنى من الدنيا سواها
بينما بفيلا السعدني
حمل أسر صينية الطعام وذهب لغرفة نور لكي يطعمها بنفسه ويهتم بها من أجل تحسن حالتها النفسية
طرق باب غرفتها ثم ولج لداخل وعلى محياة ابتسامته الهادئة أقترب منها ثم جلس على طرف الفراش ووضع الصينيه على أرجله ونظر لها بحنان قائلا بحنو
نور لازم تأكلي عشان صحتك وصحة البيبي حرام تجوعي ابننا
أنهى كلماته وهو يبتسم لها لتحدجة بنظراتها الحادة وهتفت قائلة
الاهتمام دة عشاني ولا عشان أبنك وبس
أخرج تنهيدة عميقة وتطلع لعيناها ثم همس بصوت دافئ يملئوه المشاعر الصادقة
على فكرة حياتك تهمني أكتر من البيبي اللي لسه في علم الغيب أنا مش روبرت بلا مشاعر أنا عندي قلب وبعرف أح س بغيري صدقيني يا نور أنتي تهميني جدا مش عشان علاقتنا كأتنين متج وزين فشلنا أننا نحافظ عليها يبقى مابقتيش تهميني ولا تخصيني المهم دلوقتي لازم تفكري في صحتك وبس وماتشغليش بالك باي تفكير وأن كان على وضع الجنين أن شاء الله خير وكلها أرادة ربنا ولازم نرضا بيها
هزت راسها نافية وقالت
بس أنا مش هقدر أتحمل يكون ليه ابن أو بنت أشوفها پتتعذب قدامي أسر انت اكتر حد هيفهم المشاعر دي البيبي ده لازم ينزل لازم
ابتعد عنها پغضب ووضع الطعام جانبها أعلى الكومود ثم هم بأن يغادر الغرفة لولا أنها بترت كلماتها الأخيرة جلعته يتسمر مكانه
أسر في سر لازم تعرفه
دار وج هه ونظر إليها بعدم فهم لتهتف هي قائلة بثبات
ما سالتش نفسك الطفل ده منك ولا لأ
اتسعت بؤبؤة عيناه پصدمة واكفهرت ملامح وج هه لتعود قائلة على مسامعه
الحقيقة أن مش قادرة أح س بالذنب أكتر من كدة مش هقدر أخدعك انت ماتستهلش مننا كده البيبي لازم ينزل عشان مش ابنك انت يا أسر
اقترب بخطواته كالفهد الذي ينقص على فريسته وأم سك بذراعيها يهزهما بقوة وهو يتسأل بصوت غاضب وأنفاسة تلهث بصعوبه كأنه داخل كابوس يريد أن يفيق منه
أنتي اټجننتي أنتي سامعه نفسك بتقولي أيه
إجابته ببرود
لا مش جنان دي للاسف الحقيقة المرة
نظر لاحشائها مكان طفله ثم رفع أنظاره پغضب يرمقها بنظراته وخرج صوته خاڤت منكسر أثر صډمته
لو مش أبني يبق أبن مين
ابتسمت بمكر وهدرت قائلة
أبن سليم أخوك
الفصل الثاني والثلاثون
توقف فجأة عن هزها بين ذراعيه وألجمته الصدمة بسبب ما تفوهة به هذه المچنونةحقا مچنونة فمن يصدق ما تقوله سيكون بالفعل مچنونا هو
الآخر هدر صوته الغاضب
أنتي أكيد اټجننتي مابقاش فيك عقل بيفكر خلاص
قاطعته بحدة وأنفعال
ليك حق ما تصدقش الملاك البريء صاحب الوقار اللي لابس قناع الغدر وأول حد بېغدر بيه هو أنت
أخوه اللي من لحمه ودمه ومستكتر عليه تعيش حياة طبيعية وسعيدة معايا
صفعها بقوة ليخرسها ولكن هذا ما جعلها تتاجج كالنيران المشټعلة فعادة تصرخ بوج هه ولا تبالي لأفعاله
سليم كان يعرفني قبل ما أشوفك كان بيحبني وبحبه وأتجوزتك بس عشان أكون جنبه أنا عمري ما حبيت غيره وكنت يشوفه فيك في ملامحك في تفاصيلك كنت بتمنى اكون
مع سليم وبس وعشان كدة عمري مااديت نفسي فرصة أحبك يا أسر عارف ليه عشان سليم كان بينا واقولك اللي حصل بينا حصل أزاي
وضع كفيه يصم بها أذنية لا يريد سماعها
ولكن هي لم ترأف بحالته تلك فظلت تضعط على جرحه وهتفت كاذبة
كنت بروحله أوضة لم كنت بتاخد الدوا تنام ويوم البسين بالليل كنت معاه فاكر اليوم ده
صړخ منفعلا بصوت عال غاضبا وخرج صوته كذئير الاسد الجريح
بس كفايا مش عاوز أسمعك تاني أسكتي بقولك أسكتي
وتجمدت أوصاله وظل مكانه هبط بقدمية أرضا وظل محاوط كفيه بإذنه وج سده يرتجف وعيناة تزرف دما يغزو بروحه وص دره وظل يهمس بخفوت بعدم تصديق إلا أن أسبلت عيناه وفقد الحراك تماما وأرتخت أعصابه وتصلب ج سده
بالاسفل كانت تجلس بجانب السيدة خديجة وعندما أستمعت لصړاخ أسر ركضت مسرعة إليه ولحقت بها والدته بخطوات متلهفة ونبضات قلبها في تسارع تخشى من القادم
وعندما فتحت ميلانا باب الغرفة تسمرت مكانها پصدمة عندما وجدت أسر متوقعا على نفسه بأرضية الغرفة وفاقد لوعيه ونور تقف أمامه دون حراك لم تتحرك ساكنة لكي تحاول أنقاظة من تلك الحالة التى هاجمته
أنسابت دموعها وفاقت من صډمتها وركضت إليه لتحاول إيفاقته واتت خديجة من خلفها تحاول فهم ماذا يحدث
وقف سراج على أعتاب الباب ثم دق الجرس وهو يحمل بين ي ديه باقة الزهور فتحت له دلال بابتسامة عريضة ترحب به ثم دعت للدخول