رواية لم يبق لنا إلا الوداع
المحتويات
أنفاسها تهدأ ودموعها تتريث وتلاقت عينا منار بعين عفاف لوهلة أحست بعين والدتها تتفحصها فارتمت بين ذراعيها تنشد اشتمام رائحتها فيها وأغمضت عينها وسردت بصوت ممزق ما حدث لها وما مرت به على سمعهم جميعا وبالخارج وقف شهدي بأنفاس ثائرة ينصت إلى لوعة ابنته وهي تخبرهم بمكنون صدرها فأطرق لثوان استدار بعدها وغادر وقد عزم على حماية ابنته مهما كلفه الأمر
وقف شهدي أمام مؤسسة علام يحدق بالبناية بوجه متجهم وتقدم نحو رجل الأمن وأردف
_ لو سمحت أنا عايز أقابل المهندس أمجد المشير أو صاحب الشركة الدكتور علام
ابتسم الرجل بمودة وأجابه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ازداد تجهم شهدي واتبع الإرشادات فاستقبلته سميرة بابتسامة هادئة واستمعت إلى سؤاله وأجابته بهدوء
_ لو حضرتك عايز تقابل المهندس أمجد فهو هيكون موجود على الساعة خمسة بالنسبة للدكتور علام فحضرتك ممكن تسيب كامل بياناتك وهنبعت للدكتور وهو اللي هيحدد الميعاد بنفسه وهنبلغك
رفع شهدي عينه وتطلع إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق فما زال الوقت مبكرا على عودة أمجد وليس بيده شيء يفعله غير الانتظار فأومأ لها وجلس خارج مكتبها عازما على مقابلته
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ تحب نتكلم هنا يا بشمهندس ونخلي اللي ما يشتري يتفرج ولا نتكلم برا أحسن
_ بص يا ابني أنا طول عمري بعاملك بما يرضي الله وكنت بعتبرك زي أحمد ابني وفتحت لك بيتي وأمنتك على بناتي وكنت فاكرك هتصون العشرة والمعروف اللي بينا لكن أنت لفيت من ورا ضهري وشاغلت بنتي ووقعتها فحبك ورغم كده سامحتك وأديتك فرصة تانية تثبت لي فيها حسن نوياك ووافقت تخطب منار وتكتب كتابك عليها وقلت أنك أكيد راجل زي والدك الله يرحمه وهتحافظ عليها لكن عرفت معاك إن القول حاجة والفعل حاجة تانية علشان القول للي شبهك بتوع مصلحتهم إنما الفعل للرجاله اللي أنت بعيد عنهم ولا تمت لهم بصلة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ على فكرة أنا مش هخاف من نظرة الڠضب دي ولا من المركز اللي وصلت له بالدحلبة والضحك على الدقون ولا كمان يفرق معايا العنجهية الكدابة اللي محاوط بيها نفسك أنا جايلك راجل لراجل يا ابن المشير وخلاصة قولي ليك أنك لو مشلتش منار من دماغك وسيبتها فحالها وبعدت
________________________________________
عنها أنا هخليك تخسر الهيلمان اللي أنت عايش فيه وهعمل اللي بناتي استحرموا أنهم يعملوه فيك وهروح لحد بيتك وهفضحك قصاد حماك الدكتور ومراتك ومش كده وبس لا دا أنا هفضحك فكل مكان حتى الجامعة وعلى النت وهخلي أصغر عيل يبص لك باستحقار فاتقي شړ الحليم إذا ڠضب يا أمجد وأبعد عن طريق بنتي علشان مترجعش ټندم وأحمد ربنا أني سيبتك تروح لحال سبيلك من غير ما أحاسبك على اللي عملته فبنتي ووجعك ليها وقهرتها وكسرة قلبها
أنهى شهدي قوله واستدار مغادرا وتابعه أمجد بعيون قاتمة وهو يلعنه وأشاح بوجهه أخيرا ليصدمه وقوف سامر على مقربه منه يحدجه باشمئزاز وقبل أن ينبث بكلمة غادره مسرعا بخطواته حتى لحق بشهدي وسار بجواره فالټفت شهدي نحوه ونظر إليه بحيرة فابتسم سامر ومد يده نحوه وصافحه قائلا
_ سامر عثمان مدير الشركة اللي بنت حضرتك بتشتغل فيها كنت حابب اتكلم مع حضرتك فموضوع مهم فإيه رأيك لو نقعد فأي كافيه ونشرب القهوة سوا
وما ربك بغفل عما تعملون
ليته أدرك معناها وتدبره ولكنه طغى وافترى فما أن ولج أمجد مكتبه حتى التقط هاتفه وضغط بضعة أزرار وحين أجابه الطرف الآخر بادره بقوله
_ عايزك تطرد شهدي أبو منار من المصنع وتبلغ المعلم شكران يستغنى عن خدماته وتجمع كل الديانة اللي شهدي مديون لهم وتقولهم أني عايز أقابلهم ضروري
أنهى أمجد محادثته وارتمى فوق مقعد مكتبه وأردف بكراهية
_ وماله أما نشوف هتاكل أنت وعيالك منين يا عم شهدي وأبقى وريني هتعمل إيه لما يقبضوا عليك بسبب إيصالات الأمانة اللي عليك
وعلى الجانب الآخر جلس حمدان يحدق بهاتفه يحاول استيعاب كلمات أمجد فهو حين لجأ إليه عدة مرات لم يخيل إليه أنه سيطلب منه طرد شهدي نظير مساعدته له فهب على قدميه وسار نحو بوابة المدبغة فاستقبله شكران بالترحاب ولكنه ما أن وقع بصره عليه حتى ساله باهتمام عما أصابه فجذبه حمدان بعيدا عن السمع وقص عليه كل شيء
توالت الأيام على شهدي حتى مر أسبوع وهو يبحث عن عمل من مكان لمكان فبائت كل محاولاته بالفشل فعاد يجر أذيال الخيبة إلى منزله بينما اتسعت ابتسامة أمجد الذي مل مراقبته وأرسل آخر بديلا عنه ليتابع سعيه الدؤوب للبحث عن عمل دون جدوى وها هو مراقبه يصف له المشهد الذي أرضى نفسه عبر الهاتف فأمره بملازمة شهدي كظله وأنهى الاتصال وسمح لسكرتيرة مكتبه بإدخال الرجال واستقبلهم بكبر وجلس أمامهم متفاخرا بنفسه وبادرهم بعرضه فتبادلوا النظرات بحيرة حتى قطع أحدهم الصمت بقوله
_ يعني حضرتك عايز تدفع كل ديون شهدي وكل اللي علينا أننا نسلمك إيصالات الأمانة
أومأ أمجد تأكيدا فزوى الرجل حاجبيه قائلا
_ معلش يا بشمهندس بس أنا عندي فضول أعرف أنت هتستفاد إيه لما تدفع فلوس معودمة زي اللي عند شهدي
لمعت عين أمجد پشماتة وأجابه بإيجاز
_ هستفاد كتير المهم أنا مستني أسمع ردكم موافقين تسلموني إيصالات الأمانة وتاخدوا فلوسكم ولا لا
فجأة وبدون مقدمات ولج ضياء الغرفة وجال بعينه بين الحضور حتى حط بصره على أمجد الذي هب على قدميه واتجه صوبه مرحبا فأزاحه ضياء بإهمال وتجاوزه متخذا مكانه على رأس الطاولة فازدرد أمجد لعابه لتصرفه الغريب واستدار مواجها الحضور وأردف
________________________________________
بتردد
_ زي ما قلت لكم أنا هستنى ردكم ولو وافقتم هبعت لكم الفل
ابتلع أمجد باقي كلمته حين فاجأه ضياء بقوله
_ ومين قالك إن في حد من الرجالة ممكن يوافق على عرضك يا بشمهندس
اضطربت
متابعة القراءة