رواية جديدة حصرية بقلم ندى ممتعة للغاية
المحتويات
وهو لا يزال على وضعه
_ مش عارف ياعلاء حاولت مليون مرة وفي كل مرة بفشل .. امبارح كان فاضل لحظة بس وارمي كل حاجة حصلت ورا ضهري واسيبها تتمكن مني تاني ولحقت نفسي بإني سبتها ومشيت وإلا كنت هضعف قدامها
_ أنا مظنش إنها هتاجي تاني بعد ما إنت بتقول إنك طردتها وعاملتها وحش ولو جات إنت مش غبي للدرجة اللي تخليك تسمحلها تستغل مشاعرك تاني
داخل أحد المقاهي الراقية والهادئة المطلة على الماء كان هو وهدى على أحد الطاولات المتوسطة تتسع لخمس أشخاص وكانت هدى نظراتها معلقة على باب المقهى متنظرة قدوم العروس ! أما هو فبدى غير مهتم تماما لأي شيء حيث كان مثبت نظره على الماء يتأمل المنظر من حوله بذهن شارد حتى شعر بأمه التي تنكزه في أعلى قدمه بيدها لتلفت انتباهه هامسة
تلقائيا منه نظر ناحية الباب فوقع نظره على السيدة التي تناظر أمه في السن وكان يعرفها جيدا ثم تحول نظره للتي تسير معها وترتدي ملابس لا بأس بها .. عبارة عن بنطلون من الجينز ويعلوه شميز طويل يصل إلى أسفل الركبة وفوق كل هذا حجابها البسيط والجميل .. وكانت الفتنة عندما سقطت نظراته على وجهها حينها أدرك أن أخطأ بالجلوس في هذا المكان وعندما وصلوا لهم وقف هو ووالدته كنوع من الذوق والاحترام ونظر إلى والدتها مبتسما باحترام وهي تلقى عليه التحية دون أن تمد يدها للتصافح لعلمها أنه لا يصافح النساء كان يتحاشي النظر لهذه الفتنة الكامنة أمامه
ثم نقلت نظرها لابنها الذي كان لا ينظر لها بتاتا وهتفت مبتسمة وهي تشير على العروس
_ أنسة ملاذ
ثم جلسوا جميعهم مجددا على المقاعد وبدأت هدى الحديث وهي تنظر لملاذ هاتفة بعذوبة
_ عاملة إيه ياملاذ آخر مرة شوفتك فيها كنت في الثانوية والله
اجابت ملاذ وهي تبادلها الابتسامة
_ الحمدلله كويسة لسا مخلصتش كليتها فاضلها سنة
اماءت لها بهدوء ثم نكزت ابنها خلسة في قدمه حتى يقول شيء وينظر للفتاة لا يبقى كالمجبور على الزواج فباغت هو أمه بنظرة حادة ثم استغفر ربه ورفع راسه وتحدث إليها ونظراته زائغة ليست ثابتة عليها بادئا بتعريف نفسه
_ أنا زين 30 سنة خريج كلية تجارة ومدير عام لشركة العمايري
_ ملاذ 25 سنة وخريجة كلية تجارة برضوا
صمت لبرهة ثم هتف بخشونة ونبرة شبه خافضة
_ كنتي مرتبطة قبل كدا .. اقصد خطوبة يعني !
قالت بثبات وهي تجيب بوضوح
أماء بتفهم ثم عاد ليشيح بوجهه مجددا عنها ثم انتقل الحديث طبيعيا عن أمور الحياة بين السيدتان وكانت تشاركهم هي وأحيانا هو وانتقل أيضا إلي اسئلة طبيعية بين العروسين من آن إلى آن واستمرت الجلسة لعشر دقائق تقريبا حتى أشارت ملاذ لأمها بعيناها أن ينهضوا وانتهت
المقابلة التقليدية كأي رؤية شريعية وغادرت هي وأمها وبقوا هما مكانهم فنظرت هدى لأبنها وهتفت مبتسمة باتساع
_ إيه رأيك البنت قمر وأدب واحترام صح
هتف بخنق مستنكرا
_ أهاا فعلا أنا لو كنت أعرف كدا مكنتش وافقت إني آجي أشوفها أصلا
فهمت مقصده جيدا فقهقت بقوة وهتفت ضاحكة
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير يابني صلي استخارة وخد قرارك النهائي وهنستني ردها هي كمان
أشار بيده للنادل أن يأتي لكي يدفع له حساب المشروبات التي طلبوها منذ قليلا وعندما أخبره بالثمن أخرج النقود وتوجه للكاشير ثم دفع وأشار لأمه بأن تلحق به واستقروا بسيارته وانطلقوا عائدين للمنزل .
على الجانب الآخر كان سيف يجلس مع كرم داخل مكتبه في الشركة ويتحدثون بطبيعية وحديثهم لا يخلوا من المرح والمزاح ووسط المزاح قال كرم باستغراب
_ مقولتش إيه سبب زيارتك .. أول مرة تاجيلي الشركة !
صمت لثوان وهو يتنهد بعمق ووجه مرير ويبدو عليه القلق مما جعل ابتسامة كرم تختفي فورا ويحل محلها القلق المماثل له وازداد الأمر سوءا عند قوله
_ أصل أنا طالع مأمورية بليل فقولت آجي اسلم عليك
قطب حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم
_ طاب وإيه الجديد يعني ما أنت علطول بتطلع مأموريات !
مسح على وجهه وغمغم بمرارة وخوف كان واضحا في نبرة صوته
_ المأمورية دي خطېرة ياكرم وأنا مش ضامن ممكن ارجع منها ولا لا .. عشان كدا جيتلك لو حصلي حاجة
وأكيد أنا مش محتاج أوصيك على أمي وأختي هما ملهمش غيري وأنا معنديش حد أثق فيه ولا اسلمهم ليه وأنا مغمض غيرك
أثارت كلماته في نفسه وهيجت مشاعر
متابعة القراءة