روايه حسنا شيقة جدا
الفصل_الاول
في سوق إحدي الأحياء الشعبية القديمة حيث المباني المتهالكه والأسطح المتقاربه وأماكن ترعرع البلطجيه وقطاع الطرق نجد فتاه محتشمه بملابس فضفاضه وحجاب كبير تمشي بخطي رذينه وبيدها حقائب ممتلئه بما يحتاجه المنزل طيلة الأسبوع متجهه إلي خارج تلك الخيمة الكبيره التي ينظم بها السوق في مثل هذا اليوم من كل إسبوع وأثناء سيرها تتعرض للكيثر من المضايقات من أولائك المتجبحين ذوات العيون الحاده والنظره الثاقبه الجريئه فلا توجد فتاه في الحي تنجو من حقارتهم سواء كانت محتشمه أم لا وتظل تسير هكذا حتي تصل إلي شارع جانبي ذا رائحه كريهه وبه الكيثر من الباعه المتجولين وتسير به بضع خطوات ثم تصل إلي مدخل بنايه متهالكه وتصعد بحذر تلك السلالم الصغيره المقززه التي لطالما أثارت إشمئزازها بسبب تلك الفضلات الحيوانيه المتواجده عليها فأحد سكان هذه البنايه يقوم بتربية أنواع مختلفه من الطيور التي لا تستقر في المكان المخصص لها إنما لا يحلو لها النوم إلا علي هذا السلم وكأن الطيور أيضا لا تريد راحتها وأخيرا تصل أمام باب الشقة التي تمقتها فمنذ ۏفاة والدها وحياتها أصبحت چحيم في هذا البيت وتدق عليه عدة دقات متتاليه خفيفه وبعد ثوان تفتح لها الباب إمرأه ذات ملامح قاسيه عابسه تلوي فمها بإستنكار وتقول ما لسه بدري ي هانم كل دا بتجيبي شوية طلبات مايستهلوش والله لقول لأخوكي يربيكي ما أنا عارفاكي بتحبي تمشي علي حل شعرك وعامله فيها الخضره الشريفة ولكن الأخري لم ترد عليها فهي إعتادت علي هذا الكلام الذي تسمعه كل يوم تقريبا فجذبتها تلك القاسيه من زراعها بقوه قائله ادخلي ي ختي هتفضلي واقفه كده كتير عايزين نفطر وبمجرد أن دخلت تلك المسكينه حتي وجدت إخيها بشعره المشعت ووجهه المتورم من النوم يخرج من غرفته يتثاوب وعندما رآها قال بصوت جامد متحشرج أنا هدخل الحمام خمس دقايق وألاقي الفطار جاهر فأومات له برأسها ودخلت المطبخ مسرعه ثم وضعت ما بيدها علي الطاوله وبدأت تخرج محتوياته وتضعه في أطباق وتقوم بإشعال الڼار وتضع عليها المقلاه وتبدأ بإعداد البيض وما هي إلا بضع دقائق حتي حملت المقلاه وإتجهدت بها نحو طبق فارغ وأفرغت به محتواها وفي هذه اللحظه خرج مازن من الحمام وهو يصيح إنتي ي متخلفه فين الفطار ردت حسناء بتوتر حاضر خلصت أهو
مازن بتحذير ماعدتش تتكرر تاني بدل وديني ي حسناء لكون قاتلك من الضړب أومأت له عدة مرات برأسها ودموعها تنزل بدون توقف ليستكمل پحده قومي يلا إنتي ناويه تقعدي كده كتير حسناء ححاضر هقوم أهو مازن طب يلا ي ختي هاتيلي الفطار بره
إنصاعت له وأخذت الصينيه وسارت خلفه لتضعها أمامه وإنصرفت لتدخل غرفتها ذات الأساس البالي المتهالك وتقف أمام المرآه تهندم حجابها وتأخذ حقيبتها وتنصرف مسرعه خارج الشقة ومن ثم خارج البنايه بأكملها حتي لا يطلب منها شئ وتتأخر علي عملها وهنا تبدأ معاناة كل يوم فهي تسير مسافه كبيره حتي تصل إلي موقف السيارات ولكن ماذا ستفعل فهذا قدرها ولعل الله يخبئ لها الأفضل أمسكت حقيبتها جيدا بعدما فتحتها وإطمأنت أن لديها مال كافي ومشت بخطي سريعه لكنها متزنه وبعد حوالي نصف ساعه من السير وصلت أخيرا سألت إحدي الماره عن السياره التي سوف تغادر فأشار لها علي سياره فارغه لم يركب بها أحد بعد وقفت شارده تفكر ماذا ستفعل فهي إن ركبت بها سوف تأخذ وقتا طويل حتي يكتمل عدد الركاب وإن لم تركب من أين ستأتي بالمال الكافي لتستقل تاكسي قطع شرودها اصطدام أحدهم بها وقوله پغضب إيه ي أستاذه مش تفتحي بدل ماإنتي ماشيه نايمه كده قالت بإرتباك أنا آسفه أشار لها بيده بلامبالاه وتركها وذهب عزمت أمرها علي أن تركب تلك السياره الفرغه وتنتظر حتي تكتمل وبالفعل سارت بإتجاه السياره وركبت بالمعقد
سينزل وضعت رأسها علي الزجاج وظلت تفكر في حياتها التعسه وكيف تعاملها زوجة أبيها وأخيها المزعوم الذي لا يكف عن إھانتها وسبها بأبشع الشتائم وكيف أجبرت علي ترك دراستها والعمل في سن صغير فهي كانت تتمني أن تعيش حياه هادئه وتدخل الجامعه وتتخرج ويكون له مستقبلا كباقي من في مثل سنها ولكن ما الجديد فهي لم تتمني شئ قط إلا وحدث النقيض تماما ظلت شارده هكذا إلي أن إمتلئت السياره ودموعها تسيل علي وجهها بدون أن تشعر لكن تداركت الموقف عندما سمعت صوت محرك السياره فمسحت دموعها وأسندت رأسها ثانية تستكمل شرودها وبعد فتره طويله كانت تقف أمام بوابة ضخمه لقصر