رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
كنت عامل حسابي نروح أسوان سوا
وهي كانت في عالم أخر.. عالم يقودها نحو ما لم تجربه يوما
أراد مقاومتها كما حاول من قبل وصرفها عن أمر أن تتم ليلتهم الأولى حتى يصبح لها طفلا منه
ملك فوقي أنت بتعملي إيه
واتسعت عيناه في صډمه وهو يراها تدفعه فوق الفراش تخبره بأخر كلمه ظن أن يسمعها منها في حياته
ضمت جسدها من شدة البرودة التي أخذت ټقتحم روحها قبل أن تشعر بها تسير بين أضلعها وقد بدء جسدها يرتجف.. تنظر نحو الضيوف وقد نبذها الجميع بعدما نالوا منها أجوبة عن أسألتهم
شدت الضغط فوق شفتيها كلما ابتلعت غصتها بمرارة وهي تنظر إليهم كيف يتمازحون مع رئيسهم ومع بعضهم
فحتى هو لم يهتم لأمرها بعدما افتتح الحفل بها وقدمها لضيوفه ومدحها بينهم ببضعة كلمات ظنتها إنه يخصها بها وحدها ولكن الكلمات لم تكن إلا خطاب منمقا اعتاد علي الهتاف به مع كل نموذج اضاف لشركته شيئا.
انسحبت في صمت بعدما رأت إنها لو وقفت لمائة عاما لن يهتم بها أحدا أندفعت بخطوات سريعة نحو الغرفة التي تقيم بها مع السيدة سعاد ودست رأسها أسفل وسادتها تنتحب پقهر تسأل نفسها متي سيأتي اليوم الذي ستشعر فيه إنها تشبه هؤلاء القوم هل لأنها فقيرة ام لأنها حاله يشفق عليها الجميع
متعيطيش يا بسمة
لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتضن السيدة سعاد بقوة بعد عبارتها الحانيه تسألها كما كانت تسأل نفسها منذ دقائق معدودة
هفضل لحد أمتى الناس تشوفني حالة بتشفق عليها دادة هو الفقر عيب ليه الناس بتشوفنا إننا تحت أوي
ابتعدت عن ذراعيها تنظر إليها في صمت دون أن تتوقف عن ذرف دموعها ثم هتفت متحسرة
معندناش غيرها يا دادة هي والشرف.. معنديش حاجة تانيه املكها
توقفت دموعها ثم عادت تنساب فوق خديها وهي تتذكر تلك الليلة التي أراد فيها عنتر أن يغتصبها
لو كان ليا أخ عارف يعني إيه عرضه وشرفه مكنش رماني للناس والپهدلة
وبخفوت اخذت تتأوه من ۏجع ذراعها وقد عاد الألم يشتد عليها طالعتها السيدة سعاد في ذعر وهي ترى نفس الذراع الذي ظلت طيلة اليوم تدلكه وتمسد فوقه وقد ظنت إنها مجرد ألم طفيف تشعر به بعدما عاد جسدها للأعمال الشاقة في الخدمة
والتقطت ذراعها فخرجت صړختها فاسرعت السيدة سعاد تنهض من جوارها
هروح اجيبلك حاجة تسكن الألم يا بنت لحد ما اشوف عمك جميل وناخدك المستوصف
.............
هل صرحت له برغبتها في امتلاكها هل تخبره للتو إنها تريده تريد أن تكون امرأته وأن تتعانق أرواحهم وأجسادهم
وحده الذهول ما كان يعيشه رغم الشعور الذي يحرقه نحوها..
ملك أنت مش في وعيك
وبانفاس مسلوبة لاهثة كانت تخبره بوعده لهاقبل رحلة سفره.. لقد أخبرها إنه سيتمم زيجتهم حينا عودته
أنت وعدتني
سألها وهو ينهل منها وكأنه يقنع عقله بضرورة التوقف والأبتعاد عنها
أنت عايزانا نقرب من بعض عشان يكون عندنا طفل يا ملك
لا أنا عايزاك أنت يا رسلان
ابتعد عنها بعدما ألجمته عبارتها.. طالع ملامحها المتوهجة.. لا يستوعب ما نطقته.. فهل عاد حبهم مجددا
سألها وهو غارق في النظر في بحور عينيها يزدرد لعابه
يعني مش هتندمي في يوم يا ملك رجعتي تشوفي رسلان حبيبك من تاني
لم تدعه يكمل عبارته بل جاوبته بتوقها الشديد إليه إنها تريد الرجل الذي لم تري غيره طيلة سنوات عمرها الرجل الذي نالته شقيقتها قبلها الرجل الذي عاد القدر وجمعها به جمعها به وهو اب لأولاد شقيقتها.. ستأخذ ما سلب منها يوما وستنال احقيتها فيه
سكنت الأنفاس وتعانقت الأجساد وها هو يبتعد عنها.. يضمها إليه يمسح فوق ظهرها يهمس إليها وكأنه لا يصدق إنها أصبحت له قولا وفعلا بل وبين ذراعيه تتنفس عبق رائحته ويتنفس عبقها
أنا اسعد راجل في الدنيا حاسس أني اخدت نصيبي كله من الحياة
طالعته في صمت وهي تحرك يدها فوق ملامحه التي طالما عشقتها
كان نفس أحساسك مع مها
هتفت بها بمرارة تسأله وهي تتذكر ذلك اليوم الذي علمت بخبر حمل مها ذلك اليوم الذي ندمت فيه ميادة علي ذلة لسانها وإخبارها أنهم ينتظرون طفلين علمت يومها أن الحبيب قد نساها وعاش حياته بين أحضان شقيقتها
انسابت دمعتها فاسرع في مسحها وهو يميل نحوها
بلاش تفكري في الماضي يا ملك كفايه اللي ضاع
أنا ليه مشوها من جوه يا رسلان ليه أنا كده
سألته بمرارة تبحث عن جواب منه ولكنه لم يكن يعرف بما يخبرها به
بتنفذي تعليمات الطبيبه
تذكرت طبيبتها النفسيه التي أصبحت دائما الذهاب إليها مرة أسبوعيا حركت رأسها بأسف لأنها لم تذهب إليها الاسبوع الماضي
معرفتش اروح ميعاد الجلسه اللي فاتت عزالدين كان تعبان
كان يداعب خدها بأنامله ولكن يده توقفت عما كانت منشغله به.. عندما أخبرته إنها لم تذهب في موعدها لطبيبتها..
رأت نظرات الامتعاض فوق ملامحه وقبل أن يهتف بشئ كانت تضع يدها فوق شفتيه تهمس له برغبه
ممكن تحبني يا رسلان حبني وبس
وهل كانت تنتظر منه أن يخبرها بحبه أو حتى تري شدة توقه إليها
كانت ليلة لن تنسى رغم إنه كان يعلم أن ما يحركها إليه بهذه الشدة والجراءة ما هي إلا الرغبة التي انتجها هذا العقار الذي اجادت شقيقته اختياره سيشكرها غدا علي صنيعها وهذه الليلة التي لن ينساها أبدا بحياته.
.............
انتهي الحفل وقد عاد كل شئ بالمنزل كما كان.. القت السيدة سعاد بنظرة فاحصة علي المنزل ثم سارت عائدة للمطبخ حتى تري هل تم إنهاء كل ما أمرت به المستخدمات قبل انصرافهم..
ولكن توقفت مكانها تلتف نحو جسار الذي تسأل بعدما اخذ يطالع ساعة يده
بقالهم أد إيه في المستشفى وليه مقولتيش ليا كنت اخدتها المستشفى يا دادة سعاد
طالعت قلقه ولكنها لم تعد تراه إلا قلقا نابع من مسئوليته عليها أو ربما إكراما لطليقته السيدة ملك التي توصيه نحوها دوما
كنت مشغول مع ضيوفك يا بني واه عمك جميل اتصرف زمانهم علي وصول
اماء لها جسار برأسه وهو يدلك عنقه من شدة إرهاقه ثم تحرك من أمامها متجها نحو غرفته في الأعلي وقبل أن يضع بأول خطواته فوق الدرج أستمع لصوت السيدة سعاد وهي تهتف متسائلة
ايدها كويسه طمني يا جميل
ابتسم جميل وهو يطالع بسمة التي ابتسمت هي الأخرى بملامح مرهقة
أنت بس ريحيها كام يوم من شغل البيت وهي هتبقى زي الفل
ضمتها إليها السيدة سعاد تهتف به حانقة
يعني عايز تقول إني مفترية يا جميل
متابعة القراءة