رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
التي قبضت فوق ذراعه.. اغمض عينيه ثم ازاح قبضة أحمس
هنتكلم يا فتون... هنتكلم كتير أوي
وعاد لطاولته يبتسم بدبلوماسية إلى ضيوفه ثم مال نحو مساعده يهمس بخفوت
تحاول تتصرف مع الولد اللي واقف هناك... قبل ما الضيوف يمشوا تكون اتصرفت فاهم يا شادي
وشادي يفهم وينفذ في صمت
هل ما يسمعه من خادمته حقيقي أم هو أصبح يتوق لذلك .. لم ينتظر سماع المزيد من خادمته واندفع نحو غرفة صغيريه ينظر إليها متلهفا... فالخادمة لم تخطئ ...
تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء
نهضت من جوار الصغيرين بعدما قبلتهم ومسحت فوق وجنتيهم.. والتحدي وحده ما كان يحتل كيانها
ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية
مسمعتيش اللي قولتيه يا مدام ملك
ضغط على أحرف كلماته ينظر إليها بشوق استطاعت عيناه إخفاءهم ولكن قلبه خانه... اقتربت منه تعيد عليه حديثها
ومين اللي هيسمحلك بكده
أنت... وده الأفضل ليهم...
واردفت متهكمه ترمقه بتحدي
أنت لسا فاكر إن ليك ولاد يادكتور
غامت عينيه ينظر نحوها بملامح قاتمة
وانتى كنتي فين... مش المدام برضوه پتكره العيلة بكل افرادها
ولادي أنا هعرف كويس أربيهم.. هما مش محتاجين غيري
واولاها ظهره مغادرا الغرفة
نورتي البيت يا مدام ملك... وتقدري تشوفي ولادك أختك زي ما أنتي عايزه
ولكن توقف في مكانه ينظر نحو قبضة يدها فوق ذراعه مدهوشا من فعلتها
من أمتي انت حبتهم... أنت كنت سيبهم ومسافر بره وعايش حياتك... كفايه أوي عليهم لحد كده مع عيلتك ومعاك... كفايه ظلم ليهم
قولتلك انا أبوهم... سامعه كويس ولا محتاجه اكرر كلامي
وأنا خالتهم... مها عايزانى انا أربيهم
طالعها بنظرة غامضه فاشاحت عينيها بعيدا عنه
أقول للخدامة تحضر العشا ولا معندكيش وقت
ولاد اختي هعرف اخدهم منك كويس يا رسلان.. بيني وبينا المحاكم
صدحت ضحكته عاليا فلم يعد يتمالك حاله من ثقتها
شوفي انتي هتعملي إيه وبلغيني
أندفعت من أمامه حانقة نحو غرفة الصغار تلتقط حقيبتها ثم عادت تتخطاه راحلة
تشبثت قدماها مكانها دون أن تلتف إليه
في طريق أقصر من التحدي ومن كل ده يا ملك..
واردف ساخرا يلوي شفتيه إستنكارا
أنتي طول عمرك بتضحي عشان الناس.. فمجتش من مره تالتة تقدمي الټضحية ديه كمان
الفصل التاسع والعشرون
_ بقلم سهام صادق
السعاده كانت تملئ فؤادها وهي تري نظرات الرضى فوق ملامحهم بعدما أنهوا وجبتهم توردت وجنتيها وأخذت تفرك يديها تستمع لمديحهم نحو كل شئ تم تقديمه... تناست وجوده بل أجبرت عقلها أن يتناسي ويفكر فقط في نجاحها.. وإنها لم تعد فتون الخادمة التي كان يبرحها زوجها ضړبا بل هي اليوم إمرأه مستقله لديها مطعم وزبائن يمدحون فيها وعقود مع شركات من أجل تحضير الطعام وقريبا كما يخبرها أحمس وجنات أن مطعمها سيصبح ذات سيط وله زبائنه.
رمق سعادتها تلك وعينيه اخذت تلمع بوميض عجيب وقلبه بدء يخفق بقوة.. أراد أن يجتذبها من بينهم يضمها إليه بشوق يخبرها إنها الوحيدة التي ظلت في قلبه ولم ينساها يوما...قاوم شعوره يخبر قلبه أن يتمهل ف دقائق والمطعم سيكون خالي إلا بهما وسيخبرها كما إشتاق إليها
ودعت الزبائن وانتظرته أن يتحرك من أمامها ولكنه ظل جامد في مكانه ينظر إليها... اشاحت عينيها بعيدا فقد اكتفت اليوم من تحمل رؤيته وتلك الذكرى التي عادت ټقتحم عقلها
خلاص هنقفل المطعم يا فندم
وفي سرعة لا تعرف كيف حدث هذا كان يغلق هو المطعم عليهما بعدما اطمئن من إنصراف السيارات وخلو الشارع من الماره
اتسعت مقلتيها تنظر إليه مذعورة بعدما أدركت ما حدث ووقعت عينيها نحو الباب المغلق
أنت بتعمل إيه
تراجعت للخلف مع إقتراب خطواته منها
عايز اتكلم معاكي يا فتون
أنا معرفكش عشان أتكلم معاك... اتفضل امشي بدل ما اصړخ
تجمدت ملامحه وقد وغزه قلبه من شدة خۏفها منه
بقيتي تخافي مني يا فتون... لدرجادي
الټفت حولها صاړخه تهتف باسم أحمس رغم علمها إنه غادر ليجلب شئ
أحمس.. أحمس
واندفعت بعدها نحو الزاوية الخاصة بالمطبخ تبحث عن شئ تدافع به عن حالها... تخشب جسدها وهي تشعر بذراعيه حولها
اهدي يا فتون... صدقيني مش هعملك حاجة... اديني فرصه بس نتكلم
مش عايزه اتلكم معاك مش عايزه اتكلم معاك
دفعته عنها فتراجع للخلف ومازال عقله لا يصدق أن فتون الصغيرة لم تعد تراه كما كانت تراه من قبل... لقد سقط القناع وانتهت حكاية الشاطر حسن
انت وحش... راجل مغتصب
والليله بأدق تفاصيلها ها هي ټقتحم ذاكرتها .. قبلاته المغتصبة أنفاسه صوت تمزق ثوبها..
تحركت يديها نحو جسدها تضمه بذراعيها لعلها تحميه
مش ھتلمسني تاني... مش ھتلمسني تاني.. أنت مش الشاطر حسن... أنت زيهم... زي حسن و زي مسعد
وعلى ذكرى أولئك.. تحجرت عينيه فحاول نفض شعور الڠضب داخله
اهدي يا فتون.. هعمل اللي أنتي عايزاه وهمشي.. بس اهدي الأول.. مش هظهر في حياتك تاني لو ده هيكون أفضل ليكي.. صدقيني أنتي اخر حد ممكن افكر أوجعه
وسواد الليل تلك الليله يبتلعه في ظلمته... أنفاسها الهائجه مع ركضها وتلك الډماء التي تسيل من قدميها
اقترب منها قلقا يهتف بلوعة وألم
سليم القديم ماټ صدقيني... أديني فرصه اكفر على اللي عملته فيكي
إنهارت أسفل قدميه تكتم صوت شهقاتها ثم أخذت تدلك ذراعيها لعلها تعطي جسدها الدفئ من تلك البرودة
متعملش فيا حاجة... متعملش فيا حاجة.. أنا معملتش حاجة
إنحدرت دمعة فوق خده سرعان ما ازالها ينظر إلى هيئتها.. يعلم تماما إنها ټصارع تلك الليله ټصارع دنائته.. طفله لم تتجاوز عمر السابعة عشر جعلها تعيش لحظات فوق قدرتها بل وطردها في تلك الليلة المظلمة شديدة البروده بملابس ممزقة.. نعم هو اتبعها بعدما لم يتحمل قلبه أذاها ولكن بعد فوات الأوان بعد أن ضاعت فرصته
إنحني صوبها يحاول إنتشالها من فوق الأرضية وضمھا إليه
مش هأذيكي يا فتون صدقيني... أنا أسف.. الڠضب كان عاميني ساعتها.. معرفتش احارب شيطاني.. كنت عايزك بأي طريقه مهما كانت
أبعد عني... أبعد عني
جمدته عبارتها أكثر فدفعته بيديها فتهاوي للخلف بعدما فقد السيطرة على جسده بسبب وضيعته تلك.. تحكمت في نوبة فزعها ونهضت تجذب إحدى الزجاجات تدفعها فوق رأسه غفلة
فاقت من صډمتها وهي ترى الډماء ټغرق رأسه ثم إنبطاحة فوق الارضيه..
نظر ت إليه في ذعر وانكمشت على حالها نحو الجدار لا تستوعب ماذا فعلت.. ارتجفت يديها وقد وضعتهما فوق شفتيها ومازالت الصدمة والضياع تحتل عيناها
حاول أن يرفع رأسه لعله يطمئنها وقاوم شعوره
مټخافيش يا فتون
وسقط بعدها في دوامة الظلام... فجحظت عينيها تنفض رأسها مما هي عليه وتستوعب تلك الکاړثة التي فعلتها
سليييم
..............
طالعها سائقه بهيئتها الفزعة فأثارت ريبته... حدق بها وبإلتفافها حول نفسها ثم هرولتها وتركها للمطعم دون غلقه.. ترجل من سيارته وعبر الطريق بخطوات سريعه واندفع نحو الداخل بعدما شعر بوجود خطب ما.. فأين هو رب عمله
التف حول نفسه يبحث عنه بعينيه ويهتف باسمه
سليم
متابعة القراءة