رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
لهاتفها الذي صار في قبضته رغم فحصه له ليلة أمس فلم يجده إلا خالي من أي رسائل أو أرقام غريبة ولكنه على يقين أنه يحتوي على شئ قد ازالته
لأخر مرة يا فتون هسألك عن السبب لاخر مرة هقولك إني متقبل أي شئ هتحكي ليا حتى لو كان خاص بالماضي
قتمت عيناه وهو يراها تتحاشا النظر إليه تبلل شفتيها الجافتين بطرف لسانها فهى اختارت الصمت..
....
اتسعت عينين جنات خشية تنظر نحو كاظم الذي خرج للتو من المرحاض وقد وصل إليه ما هتفت به الخادمة قبل انصرافها
ازدردت
جنات لعابها فتعلقت عينين كاظم بها يزفر أنفاسه بصوت مسموع
خلينا ننزل نشوف عايز إيه
أكيد عرف يا كاظم بټهديد مسعد لفتون .. أنا لازم اكلم فتون وافهم منها
تليفونها مقفول.. معقول يكون عمل في فتون حاجه
التقطت عيناها نظراته المتهكمه ثم اتجه نحو الخزانة ليلتقط ملابسه
كاظم أنت مبتردش عليا ليه
شرع في ارتداء ملابسه متجاهلا حديثها فاقتربت منه حانقة
عشان أنا صاحي مزاجي حلو يا جنات ومش هعكره بسبب سليم النجار وعيلته.. يحلوا مشاكلهم بعيد عننا
وعودي مش بخلف بيها يا جنات لكن هو عرف الحكاية
يبقى الأفضل هو اللي يتصرف في حق مراته
اكمل ارتداء ملابسه تحت نظراتها المحملقة بهاتفها وقد بدء القلق يقتحمها
غادر الغرفة يسبقها لأسفل بخطوات جامدة غير مستعد لتقبل أي شئ أخر من هذا الرجل
وبضيق ارتسم فوق ملامح كاظم رحب به متسائلا يتجاهل نظرات الضجر المرتسمة فوق ملامحه
تلاقت نظرات كلاهما وكل منهم بات العداء داخله من الأخر
ياريت تستعجل المدام يا كاظم باشا
احتدت عينين كاظم ولم يعد يرى إلا أن سليم النجار رجلا مغرورا
والله الكلام المفروض يكون معايا ولا نسيت الأصول يا سليم باشا
ارتسمت السخرية فوق شفتي كاظم وهو يراه يشيح عيناه عنه زافرا أنفاسه بقوة.. فهو ليس بمزاج يسمح له أن يتجاذب الحديث مع احد
فتون فيها حاجه يا سليم
تبدلت ملامح كاظم التي كانت للتو ملامح شامته إلى ملامح ماقتة وهو يراها تقترب منه وتسأله غير عابئة بوجوده بينهم
إيه اللي مخبياه عني فتون يا جنات
مش مخبيه عنك حاجه..
بتوتر أجابت تلتف برأسها نحو كاظم الذي رمقها بنظرات ارجفتها.. فعادت تهرب بنظراتها للجهة الأخرى..
لم يعد يتحمل سليم ذلك التلاعب الذي صار يحدث به فزجر بضيق ناسيا تواجد كاظم
أنت أقرب واحدة ليها.. بسهولة ممكن اعرف إيه اللي بيحصل من ورا ضهري لكن اللي هيحصل بعد كده هيزعلها قبل ما يزعلك
بتوتر طالعته تقاوم ذلك الصراع الذي يحدث داخلها هناك شئ يهتف بها أن تخبره بفعلة هذا الرجل.. وشئ أخر يجبرها أن تصمت
أنت جاي تهدد وتعلي صوتك على مراتي
صاح بها كاظم الذي فاق للتو من ذلك المشهد الدرامي الذي وقف يشاهده متوعدا لها داخله
إحترم البيوت اللي بتدخلها يا ابن النجار وعندك مراتك اسألها مخبيه عليك إيه ده حتى عيب اوي محامي قديم زيك ميعرفش مين بېهدد مراته
كاظم
تعالا هتافها فالتف إليها يرمقها بنظرات محذرة أن تصمت
أرجوك يا كاظم خليني..
تجمدت نظراتها نحو الذي غادر ثم كاظم الذي عادت الشماته ترتسم فوق ملامحه
.....
احتدت نظراته بعد رؤيته لذلك المقطع الذي يظهر فيه مسعد في ردهة الفندق ويقترب منها.. ينظر إليها بنظرات شامتة بعدما تعلقت عيناها بالهاتف
بملامح قاتمة تلاقت عيناه مع ذلك الموظف الذي ارتد للخلف وغادر الغرفة بعد ان صار ما بحث عنه أمام عينيه.
اقترب منه حازم بعدما تذكر أخيرا هذا الرجل الذي منحه صديقه المال بعدما أبلغه عن مكان حسن الذي اختار نهايته بنفسه
قولتلك ساعتها خلينا نخلص منه زي ما خليناه يخلص من صاحبه يا سليم سيبته يطمع أكتر واه في الآخر رجع يعض ايدك بعد ما خليته من شحات لباشا
اقتمت ملامح سليم بشدة فلم يعطي لهذا الحقېر الفرص إلا ليجعله يختار نهايته كما اختارها صديقه ..
الخاېن.. طول عمره خاېن يا سليم. ويوم ما فكر يطمع.. رجع يطمع في مراتك
عايز اعرف كان بيهددها بإيه.. عايزه يكون قدامي يا حازم النهاردة بأي تمن
انفتح الباب ليدلف أحدهم الغرفة فضاقت عينين سليم ينظر لحازم ثم للواقف أمامهم.. فما الذي يأتي بهذا الرجل لهنا
منور الفندق يا سليم باشا.. اتمنى تكون لقيت اللي عايزه في التسجيلات مع إن الموضوع كان لازم يكون عندي بي علم من الأول بما أني املك أكبر حصه في الفندق
ضاقت عينين سليم ينقل عيناه نحو حازم الذي انتبه هو الأخر على حديثه
أنت متعرفش إني شريك في الفندق زي زيك
ارتسم الزهو فوق ملامح ماهر بعدما غادر سليم الفندق وقد احتلى الوجوم معالم وجهه
أظاهر إن في حاجات كتير بقت غايبة عني يا حازم
وحازم صار يرى هكذا ولكنه لم يرغب بالحديث معه صديقه صار مقيد بالمشاكل سواء مع تلك الزوجة التي مازالت في نظره زوجة ضعيفه ومع ابنته وحبه الكبير لها ومع شهيرة التي ظهرت مؤخرا بمظهر الأم الحنونه غير عمته وتلك العلاقة التي مازال لا يستوعبها.. خديجة النجار تتزوج بشخص ماضيه حافل بالنزوات ويصغرها بأعوام عدة
أنت محتاج تفوق يا سليم.. اللي قدامي دلوقتي مش سليم النجار اللي عارفه..
....
شاردة منذ أن اصطحبها هذا الصباح نحو وجهتهما تنظر من نافذة السيارة دون أن تحيد عيناها عن الطريق مهما حاول خلق حديث معها
من حينا لآخر أخذت عيناه تختلس النظرات إليها فلم يصيبه من الأمر إلا زيادة بشعور الذنب
تحبي نقف شوية بالعربية يا بسمة
تحرك رأسها إليه رافضة تغمض عيناها راغبة في خلق عالم جديد لها
زفراته خرجت بثقل يكمل تركيزة بالقيادة يتمنى داخله لو يعلم بما تفكر به ولماذا صارت صامته لهذه الدرجة
توقفت السيارة أخيرا امام البوابة المغلقة يدق بوق السيارة منتظرا انفتاح البوابة
انتفض جسدها فزعا على أثر الصوت تنظر إليه ثم للمكان حولها طمئنها بنظراته الدافئة التي باتت غريبة عنها يلتقط كفها حتى يحرره من الأخر بعدما اخذت تفركهما سويا بقوة
أنا مستعد أعمل أي حاجة ومشوفش النظرة ديه في عينك يا بسمة
عيناها الخاويتين حدقته في صمت مصحوب برعشة خفيفة فلم يكن عليه إلا ليحرر كفها من قبضته
الدهشة ارتسمت فوق ملامحه وهو يراها تخرج من السيارة نحو ملك التي وقفت في انتظارها تفتح لها ذراعيها ولم يكن رسلان أقل دهشة منه وهو ينظر لهيئتها الهزيلة وتلك الحالة التي صارت
متابعة القراءة