رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
بقيتي تملكي كل ذرة في كياني
وعاد لجذبها إليه يسحقها مجددا بين ذراعيه يخبرها بأنفاس هادرة إنه عاشق لها.
مجرد كلمات منه تجعلها تلقي بكل مخاوفها وصراعاتها خلف ظهرها
مبقتش عارفه أتخلص من حبك يا أمير
وهو كان لا يريد منها إلا سماع تلك العبارات عبارات تزيد من لوعة عشقه لهذه المرأة عبارات تثبت له أن ما يعيشه معها ليست نزوة عابرة سيفيق منها يوما بل إنها طوفان يغرقهما معا.
استدارت نحوه تسمح لعينيها حرية النظر إليه إنها حقا عالقة في حب هذا الرجل.
ارتخت اهدابها بعدما ارهقها التفكير..فكما هو لديه رحلة غد هي أيضا مثله تستعد لرحلتها عائدة للوطن لمدة لا تعرف كم سيكون عددها ولكنها بحاجة لتعيش وسط عائلة.
توقف بسيارته في نفس المكان الذي اعتادوا على اللقاء فيه مكانا خصصوه لهروبهم والبوح فيه عن أحزانهم.
خرج من سيارته تلفحه برودة الهواء يتمنى لو استطاعت الوصول واخترقت قلبه لتبرد تلك النيران المشټعلة داخله.
وقف ساكن الحركة يطالع ظلمة الليل لقد اختار أشد الايام قتامة من أيام الشهر وقرر المجئ هنا إنه بحاجة لهذه العتمة ليرتاح عقله من ذكرى ليلة أخرى انضافت لتلك الليالي التي ظنها قد رحلت
خبر أخر كان يسقط على كاهله فقد طفله الذي ذاق معه معاني لم يعرفها من قبل وها هو يفقد ذلك الجنين الذي تمناه طويلا من المرأة التي أحبها.
ملك فقدت الطفل الذي لم يعلموا عن وجوده إلا هذه الليلة
أهتز جسده من صعقة المشاعر التي يشعر بها إنه يريد البكاء والصړاخ لكنه يتماسك يتماسك في صمت من أجلها واجل من حوله
للأسف الجلطة أثرت على النطق
خرجت شهقة مؤلمة من شفتي ميادة التي استندت بجسدها نحو الجدار لا تستوعب صدمة أخرى تسقط فوق رؤوسهم هذه الليلة فلم يعد لديها قدرة لتتحمل
يعني هترجع تاني تتكلم يا دكتور
والطبيب يمسح فوق وجهه من شدة إرهاقه هذه الليله فالوقت اقترب من الرابعة فجرا وعليه المغادرة فقد انتهى دوامه منذ ساعات
فاق من شروده على تلك الإضاءة التي باتت قريبة منه ولم تكن إلا سيارة سليم اغمض عيناه للحظات مسترخيا يزفر أنفاسه لعله يطرد تلك اللحظات المريرة.
عارف إني اتأخرت عليك كان عندي عشاء عمل مهم ومعرفتش انسحب غير بصعوبة
كاميليا هانم محتاجه وجودك جانبها يا رسلان
بحاول أعمل اللي عليا يا سليم وازورها يوميا لكن أعيش هنا تاني مبقاش ينفع أنا مرتاح في مكاني الجديد
أنت عجبك حالك كده أنت بتسافر يوميا أربع ساعات
ده اريح ليا وليهم يا سليم شكل عزالدين باشا وصاك إنك تكلمني
تنهد سليم زافرا أنفاسه يمد يده نحو سترته حتى يخرج سيجارته نافثا هذه المرة أنفاسه المعبئة بالدخان
البعد مش حل يا رسلان هما محتاجينك زي ما أنت محتاجهم أنا عارف إن كاميليا هانم غلطتها متتنسيش لكن الزمن بيداوي
اخترقته الكلمات ينظر إليه بنظرة مستخفة فمن الذي يحادثه اليوم هل سليم الذي لا يغفر لأحدا بسهولة
أنت لحد دلوقتي مش قادر تسامح أهلك يا سليم بتطلب مني أنا اسامح
تصلبت ملامح سليم يطبق فوق سيجارته بين شفتيه يحدق ب رسلان الذي لم يحيد عيناه عن مطالعة ما أمامه من عتمة
سكت ليه يا سليم عرفت بقى إن الأشعارات اللي حفظنها وكلام العقل والواجب في أوقات مبنقدرش نتقبلهم رغم إننا عارفين إن هو الصح
سحق سليم سيجارته أسفل قدمه يخرج سېجارة أخرى يدسها بين شفتيه
متقارنش أهلي مع أهلك يا رسلان لان المقارنة مش عادلة صدقني هما آه غلطوا زي أي أهل ممكن يغطوا لكن في المقابل قدموا كتير من التضحيات مستعدين يتخلوا عن عمرهم عشان يشوفوا سعادة ولادهم ويعتذروا منهم إنهم اختارولهم تعاستهم بدل سعادتهم لكن أهلي أنا مكنوش عارفين يعني إيه تضحية أنا رباني جدي والخدم يا رسلان
وبتهكم مرير أردف
و أتربيت في بيتكم شويه وسط أهلك ومع اخواتك
طالعه رسلان بندم فهو اكثر من عاش مع سليم طفولته ومراهقته قبل أن تفرقهم السنوات ويبحث كل منهم عن أحلامه
أنا بتكلم معاك النهاردة عن السماح وأنا عارف إنك محتاج وقت عشان تقدر تنسى وده اللي بلغت بي عزالدين بيه
سليم معقول هتكون أخدت على كلامي
اسرع رسلان في جذب ذراعه ينظر إليه أسفا على ما قاله
تفتكر أنا ممكن أزعل منك يا دكتور خلينا نمشي لأني واعد فتون أرجع البيت بدري وأه عدينا منتصف الليل غير أنت لسا قدام طريق طويل
خد ملك واعملوا عمره يا رسلان اكيد هتلاقوا الراحه هناك لسا عندكم فرصه في نعمة تانية متضيعهاش من ايدك من قنوطك.. أنا اللي هقولك ده يا رسلان
منذ مدة لم ټخونه شفتيه ويبتسم هكذا رغم المرارة التي يتجرعها كلما وقعت عيناه على صغيره وعليها
الزمن بيغيرك للأحسن يا سليم لكن أنا للأسف عمال أتغير لنسخة مني أنا معرفهاش
ابتسم سليم على ذلك المديح الذي خرج في إستهزاء من صديقه
طول عمرك شايفني صديق سوء بس مافيش مره عرفت اخدك لطريق السوء لحد ما توبت
وسرعان ما كانت تطرء ذاكرته تلك الفتاة التي تخلص منها بصعوبة في ذلك العشاء وعلى ما يبدو أن مديرها مشدد الوصايا عليها بأن تقترب منه وتغويه ولكنها للأسف تلاعبت مع الشخص الخطا شخص يفهم النساء من نظرة واحدة
الشركة اللي داخله معايا في المشروع الجديد عندهم سكرتيرة مش عارف احدد أنهى دوله اللي عملت خلط مع دولتنا وجابت الإنتاج ده ما الإنتاج ده مش معقول هيكون إنتاج مصري
اتسعت عينين رسلان ذهولا فمنذ لحظات كان يمتدحه
وطبعا أنت بتحب الجمال وبتضعف قدامه يا ابن النجار
تعالت ضحكات سليم بعدما أستمع لتلك العبارة التي لم يقولها له رسلان منذ زمن
بحب الجمال اه وبقدره لكن مبضعفش غير قدام فتون
صعد كل منهم سيارته يلوح له سليم بيده قبل أن يتحرك
خليك شجاع النهاردة واحكي لفتون عن خارقة الجمال يا ابن النجار
تعالت ضحكات سليم مجددا بعدما استمع لعبارة رسلان وانطلق بسيارته يسابقه
بتحدي أسرع سليم بالقيادة حتى أصبحت السيارتين تسير كل منها جوار الأخرى
تفتكر إني هخاف أحكيلها
ضحك رسلان أخيرا وقد تبدل مزاجه هذه الليلة وأصبح الطريق أمامهم ك ساحة سباق
هستنا أعرف نتيجة الإعتراف
.......
دلف للمنزل ومازال عقله يشغله برؤيته لخديجة النجار حتى هذه اللحظة لا يصدق أن العلاقة بينها وبين شقيقه وصلت لهذا الأمر
لقد ظن شقيقه هو من يسعى إليها لأنه يعلم تماما نزواته مع النساء وبالتأكيد هذا القرب كان مخطط له من قبل إنه ابن منال وجودة النعماني فماذا سينتظر منه
شعر بأن عقله سيتوقف من شدة التفكير فلو شقيقه عابث بجدارة فخديجة النجار لم يرى بحياته أمرأة قوية مثلها لقد لهث الكثير خلفها منتظرين منها نظرة رضى
حاسس إن
متابعة القراءة