رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
بعدما ضاق ذرعا من إيجادها وها هي المعلومه الأخيرة تصل إليه إنها رحلت من البلد بأكملها.. لا يستوعب إلى الأن أن جيهان تركته ورحلت
اغمض عينيه بقوة يتذكر الليله الأخيره التي اتفقوا فيها على الزواج بعدما لم يعد يتحمل قربها دون أن تكون زوجته
دلفت ملك مكتبه تحمل بعض الأوراق تنظر نحوه قلقلا من هيئته تلك
طالعها بعدما تهاوي بجسده على مقعده يفرك خصلات شعره
لسا هعرف على أي بلد سافرت
واردف وقد كاد شدة تفكيره يسلب عقله
كنا كويسين مع بعض يا ملك
اقتربت تضع الأوراق أمامه وقد أدركت أن تلك المرأة جعلته مهوس بها
جسار أنت مش شايف تعلقك بجيهان بقى مرض... جيهان مش هي..
جيهان هي ريماس.. كل حاجه في جيهان كانت في ريماس مراتي... القدر بعتهالي عشان اعوض اللي كان نفسي اعيشه معاها.. فاهمه يا ملك فاهمه
ابتلعت لعابها پخوف تتراجع للخلف من هيئته ... وقد سقط قناع الحقيقة أمامها اليوم
.............
وقف بسيارته أمام المصحة النفسية التي تتعالج بها خالته... اغمض عينيه واخذ يلتقط أنفاسه يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله
إنهارت ناهد صاړخه تهرول نحو الغرفة التي مازالت قابعة فيها أبنتها تهتف بها راجية أن تستيقظ...تحرك جسدها بين يديها والكل يقف يطالعها في ذهول ... أما هو كان يقف يطالع كل شئ بعينين جامدتين حتى تعلقت عينين ناهد به وركضت نحوه تدفعه وتصرخ به
أنت اللي مۏت بنتي... أنت اللي مۏتها..
فتح عينيه بعدما تلاشت تلك الذكرى من عقله... يلتقط أنفاسه المتلاحقة يقبض فوق عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل أصابعه .
ترجل أخيرا من سيارته يسير نحو الداخل...التقي بطبيبتها التي لم يكن لديها ما تقوله إلا أن الحاله كما هي ولكن اسم واحد أصبحت تردده هذه الأيام ملك
والحنين أخذه إلى أول ذكرى رأها فيها بعدما عاد من لندن بعد رحله دامت لسنوات ليحقق اسمه... عاد ليري ابنة خالته ليست كالتي كانت قبل ذهابه نحو مستقبله.... خطفت قلبه وعيناه بضحكتها...
ارتجفت عينيه وشعور قاټل يحتله.. إنها كانت في حياة رجلا اخر كما أعطي هو اسمه لأمرأة خائڼه انجب منها طفلان.
اقترب من غرفة ناهد بعدما أشارت إليه ممرضتها بالدلوف واغلقت الباب خلفها لتتركه معها.. تقدم منها ينظر إليها كيف أصبحت وللحظه إهتز قلبه شفقة ولكن سرعان ما تلاشت شفقته ولم يبقى إلا الحقد داخله
فتحت عينيها بعدما شعرت أن هناك من يقف قرب فراشها... لم تكن تصدق إنها ستراه ثانية.. ها هو رسلان جاء إليها.. سقطت دموعها ترفع كفها نحوه ولكنه ظل جامد في وقفته يطالعها بملامح باردة
تمتمت اسمه بصعوبه بعدما تمكنت تلك الجلطة منها
رسلان... مها
ارتسمت السخريه على شفتيه... يعلم من نظراتها له ماذا تريد أن تعلم... واعطاها الجواب الذي اراحها
مټخافيش مفضحتهاش في النهايه هي أم ولادي يا ناهد هانم
اغمضت ناهد عينيها وانسابت دموعها
مبسوطه دلوقتي
وعندما لم يجد منها إجابه التف بجسده وقد فضل الرحيل...فهو لا يريد تذكر ذلك اليوم و مها تخبره على فراش المشفى تلفظ أنفاسها الأخيرة إنها لم تكن عذراء واجهضت جنين كان في رحمها نتج عن تلك الليلة وإنه لم يقربها ضعفا منه ولكنها هي من وضعت له المخدر حتى يقترب منها وتحدث علاقه بينهم.. زيجة كانت باطله وضعته داخلها بل وجعلت أولاده ينتجون عنها
ملك
تجمد في حركته عندما أستمع لصوت ناهد الخاڤت...ف اكمل خطواته نحو الخارج
ولاد مها.. ملك بس اللي هتحبهم.. متخليش حد غيرها يربيهم..
ملك مش هتعمل فيهم زي ما عملت فيها.. ملك هتحبهم
قبض على مقبض الباب فلم يعد لديه قدرة لتحمل المزيد
اتجوز ملك
...........
إستدعاء من السيد سليم... تلك العبارة التي تلقتها من مديرها المباشر الذي رمقها بنظرة فاحصة قبل أن يعود لمكتبه.. ارتجف قلبها للحظات ولكن سرعان ما كان شعور الحقد يعود إليها.. وقفت بثبات تفرد جسدها ترفع شفتيها إستنكارا تخبر حالها
وانتي خاېفه ليه منه يا جنات... ده هو المفروض ېخاف منك ويعملك الف حساب
وإستنتاج اخر كان يدور في خلدها فقضمت فوق شفتيها تفسر وتحلل لحالها
اكيد عرف علاقتي بفتون... وعايز يهددني إني مفضحوش
ولم تكن تشعر بخطوات قدميها إلا عندما استمعت لصوت مديرة مكتبه تهتف بها
ايوه يا أستاذه حضرتك واخده في وشك كأن مافيش حد موجود
تراجعت جنات خطواتان تطالعها بإستغراب إلى أن تداركت الأمر
جنات من قسم الشئون الإداريه.. سليم بيه طالبني في مكتبه
أشارت إليها الجالسه بالدلوف وعادت تتابع الأوراق التي أمامها... رمقتها جنات بمقت واطرقت فوق الباب ثم تقدمت تنظر لداخل الغرفة الفسيحة...
تعلقت عينيها به وهو يقف قرب مكتبه يعطيها ظهره ويتحدث في هاتفه.. التف إليها يشير نحوها بالجلوس حتى ينهي مكالمته... دقيقتان لا أكثر وكان ينظر لها يسألها بأدب
تشربي ايه يا انسه جنات... قهوه ولا عصير
اتسعت عينين جنات ذهولا من مقابلته
لا يا فندم شكرا
واردفت بجديه بعدما زال ذهولها
حضرتك كنت مستدعيني
شملها بنظرة خاطفة عرف خلالها إنها تعلم كل شئ عنه وعلى ما يبدو أن فتون أخبرتها عما فعله بها... ذلك الذنب الذي لم يغفره لنفسه حتى اليوم
فتون
انتفضت جنات عن مقعدها تحدق به بقوة
عايز إيه من فتون تاني مش كفايه اللي عملته فيها... اوعي تكون فاكر إن فتون العيلة الصغيرة اللي جوزها الواطي كان مشغلها خدامه عندك لسا زي ما هي
والتقطت أنفاسها وعاد الحديث ينبثق من بين شفتيها وسليم يطالعها بذهول
لولا إنها زمان رفضت تبلغ عنك وتفضحك كان زمانك مفضوح دلوقتي بين الناس
انسه جنات ممكن تديني فرصه اتكلم...
ولكن جنات لم تصمت... لم يتحمل سماع المزيد من إھانتها لها فضړب على سطح مكتبه بقوه فتراجعت للخلف تتمالك أنفاسها وتنظر إليه بترقب وهو يقترب منها بخطوات ثابته
أنا عارف كل الصفات الوحشه اللي فيا بس متحاوليش تخرجي سليم القديم
وجنات لم تصمت كعادتها فاندفعت هاتفه
أنت بتهددني
زفر أنفاسه بضيق فعلى ما يبدو إنه اختار الشخص الخطأ للحديث معه
إظاهر يا أستاذة إننا مش هنعرف نتكلم بهدوء... كل اللي كنت عايزه منك إن اساعد فتون عشان تكبر في شغلها واكون بعيد عن الصوره لكن انتي واخده وضع الھجوم
اردف عبارته الأخيره متهكما.. فتجهمت ملامحها بإستياء ترمقه بمقت ثم غادرت مكتبه فوقف يطالع اثرها يزفر أنفاسه بضيق
...........
مالك يا جنات سرحانه كده ليه
تسألت فتون وهي تلتقط منها المعلقة تقلب بها الطعام بدلا عنها
عنده بنت جميله مراته سيدة أعمال ناجحه
قطبت فتون حاجبيها تنظر لها دون فهم
هو مين ده
سليم يا فتون
بهتت ملامحها قليلا وسرعان ما عادت لطبيعتها.. اكملت تقليب الطعام في صمت ولكن جنات لم يكن
متابعة القراءة