رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
أبدلت وضيعة نومها حيث أصبح ظهرها مفرود بإستقامة على الفراش.. حاولت وحاولت ولكن في النهاية نهضت تزفر أنفاسها تطالع الحقيبة الصغيرة التي وضعتها جانب الخزانة .. فغدا سترحل من هنا.. الجد حسم قراره الليلة.. أغمضت عينيها تمنعهما من ذرف المزيد تتذكر قبل ساعات عندما وقفت أمام حجرة الجد كي تخبره بالحقيقة التي تمنعها من العودة لوالديها
مساعدتي ليك يا فتون ولأهلك قدامها مقابل.. تبعدي عن حفيدي
لم تفهم عبارة الجد ولكن الجد كان رجلا صريحا للغاية قد علمه الزمن الكثير
أنت صغيرة وحلوة يا بنتي وحفيدي راجل عازب .. إنخراطك وتجاوبك معاه في المشاعر مهما كانت براءة نيتك ناحيته فالشيطان أقوى منكم
هو أنا عملت حاجة غلط يا بيه .. سليم بيه بيعاملني كويس عشان يعني..
عضت فوق أناملها حتى تتحمل مرارة تلك الكلمات
سليم بيه بيعطف عليا.. شايفني حالة تستحق الشفقة زي ما بيعمل ما أي حد محتاج لعطفه
رمقها الجد بنظراته العميقة يضرب بعصاه أرضا كما اعتاد كلما أراد إتخاذ قرارا
تعلقت عيناه بها يترصد خلجات نفسها الواضحة على ملامحها
هتفضلي طول عمرك في نظر حفيدي حتت خدامة.. يوم ما هيفكر فيكي هتكوني مجرد متعة
سليم بيه عمره ما هيأذيني.. سليم بيه طيب..أنا عارفه أني خدامة يا بيه والخدم مينفعش يبصوا على أسيادهم..
ولكن الجد لم يكن يريد سماع المزيد نهض من مجلسه وسار بضعة خطوات.. توقف لثواني وإستدار على عقبيه يطالعها قبل أن يتجه نحو غرفته
فاقت من شرودها على ذلك الألم الذي لم تستطيع تحمله مسحت على بطنها لعل الألم يهدء ولكن الألم كان يزداد.
نهضت من على الفراش بصعوبة تضم بطنها بذراعيها تخرج من غرفتها وتسير عبر الردهة المظلمة.. تيبثت قدماها وتراجعت للخلف تكتم صوت شهقتها وتحملق بعينيها بالصورة المنعكسة نحو خيال أحدهم .. أرتعشت أطرافها وصوت شئ يسقط بقوة على الأرض.. أرتجف جسدها وعادت عيناها تتسلط نحو الجهة التي تقع بها حجرة الجد.
تلتف حولها ذعرا تحمل تلك الأنتيكة التي وجدتها في طريقها تخبر حالها كي لا تتراجع
ده جد سليم بيه يا فتون.. الناس ديه ساعدتك كتير.. لازم تردي ليهم معروفهم قبل ما تمشي
.......
توقف عن الركض ينظر خلفه وقد سقطت الحقيبة من يده يحاول إلتقاط أنفاسه المسلوبة.. توقفت تلك الدراجة الڼارية ورفع صاحبها تلك الخوذة عن رأسه.. ولم يكن قائدها إلا سهر
اركب بسرعة يا أشرف البوليس زمانه على وصول
استجاب لها وهو يلتقط أنفاسه يلتف حوله
خد إلبس ديه
وضع الخوذة على رأسه.. لتنطلق سهر بأقصي سرعة
كويس أنك عرفت تخدعه وتسبقه.. خليه يشيل الليله
وصدحت صوت ضحكتها مع تزايد سرعة الدراجة.. فاخيرا تخلصت منه وكانت هي الرابحة
...........
تسارعت دقات قلبها وهي ترى الجد منبطح على وجهه فاقد الوعي.. صړخت بفزع عندما شعرت بإحدهم يكبلها من الخلف
لم تستطيع الصړاخ فقد كتم صړختها بكفه.. قاومت بضراوة إلى أن أستطاعت التحرر منه.. لينظر نحو كفه والډماء تسيل منه يسبها بإبشع الألفاظ بعدما قاوم آلمه يدفعها نحو الحائط ويضرب رأسها به
أغمضت عينيها وقد تشوشت الرؤية أمامها ولكن صوته كانت تعلمه إنه هو.. حسن زوجها
حسن!
تجمدت عينيه .. لقد كشفته تلك اللعېنة رغم إنه يخفى وجهه بذلك القناع الذي لا يظهر إلا عينيه ويجعل صوته مكتوما
تملكها الدوار بشدة فترنحت والډماء تسيل من جبهتها ومازالت تردد اسمه..
لم يعد لديه متسع لقد جمع تلك المجوهرات التي يحتفظ بها الجد اللعېن الذي أعاق هروبه خلف شريكه
استجمع شتاته يجثو قربها بعدما سقطت على الأرض
مدام عرفتيني يبقى أنت الجانية على نفسك يا فتون..
واردف متوعدا
مصير أبوكي السچن وأنت هتحصليه بعد ما البسك تهمة السړقة
حاولت رفع رأسها ولكنها فقدت قدرتها من شدة الضربات
كان يعرف طريقه تماما.. كان سعيد بتلك الغنيمة التي حصل عليها كلما اقترب من موقع السيارة وذلك الشريك الذي ينتظره
ولكن كل شىء تحول في لحظة.. سيارات الشرطة تقترب وهو يقف يطالع الطريق من كل الجهات
اه يا بنت ال.. بعتيني يا سهر
.........
تهاوى حسن على المقعد وهو يلهث بأنفاس متقطعة ومسعد يقف أمامه يحدق بتلك الحقيبة التي سقطت من يده عند دخوله
ايه ده يا حسن
ثم تعالت الصدمة على ملامحه ينظر إليه
أوعى تقولي إنك سړقت سليم النجار زي ما قولتلي.. يا نهارك أسود
وأخد يولول كالنساء مقتربا منه
وجاي عندي عشان توديني في داهية معاك.. يا شيخ ملعۏن أبو صحبيتك اللي تودي في داهية
ضجر حسن من عويله ونهض يدفعه على صدره نحو الجدار
ما تسكت شويه وخليني أفكر هخفي الحاجة فين.. مش كفايه سهر الكلب خانتني هي والراجل بتاعها.. أه يا بنت.. بقى تضحكي عليا أنا وتبلغي عني الحكومة
البوليس .. لا لا لا مش هروح في داهية أنا... خد حاجتك وأمشي من هنا
التقط مسعد الحقيبة يدفعها نحو باب الشقة كحال صاحبها لتسقط مرتطمة في الأرض يتناثر حولها تلك القطع التي جعلت عينين مسعد تتسع على وسعهما ويجثو على ركبتيه يلتقط إحدى القطع
العقد ده ألماظ مش كده
التمعت عينين حسن بعدما رأي الإنبهار في عينين صديقه.. هندم ملابسه يسرع نحو الحقيبة ينتشلها من أمامه
ما كنت من شوية خاېف.. عموما يا صاحبي انا كنت جايلك عشان نتصرف في الحاجة ونخبيها لحد ما الدنيا تهدا ونقسم الحاجة سوا
وابتعد بالحقيبة يوهمه إنه سيغادر ولكن مسعد سرعان ما قبض على ذراعه يهتف به
أنا عندي مكان نخبي في الحاجة ولا اللهو الخفي يعرف طريقها
.........
تجمدت عينيه نحو جسد جده فاقترب منه الطبيب يربت على كتفه
أربعة وعشرون ساعة لو عدي مرحلة الحظر هيكون كويس.. للأسف الخبطة كانت قوية عليه
إنصرف الطبيب نحو وجهته تاركا إياه يحدق في الراقد أمامه يقبض على كفيه بقوة يتوعد لمن الفعل الأمر
أخذته قدماه إليها بعدما تمالك ذلك الإحساس الذي أحتلي قلبه منذ أن علم بخبر الحاډث
تأمل وجهها وتلك الضمادة البيضاء التي تلتف حول جبهتها.. تحركت أنامله نحو وجهها يلمسه وقد لمعت عينيه بۏحشية ووعيده يزداد نحو الفاعل
فتحت عينيها بصعوبة ومازالت الرؤية مشوشة أمام عينيها تهتف باسم الجد
عظيم بيه.. عظيم بيه
فتون متتحركيش عشان چرح راسك
تعلقت عيناها به فانحني هو صوبه
عظيم بيه.. ضړبوه.. معرفتش اعمله حاجة
اهدي يا فتون.. بلاش حركة قولتلك
ابتلعت لعابها وبدء الصداع يداهمها بقوة لا تتحملها والتفاصيل تعود لتسير أمام عينيها
غادر سليم حجرتها بخطوات سريعة كي يجلب الطبيب من أجل معاينتها.. فعادت لغفوتها هاربة من الحقيقة التي اقټحمت عقلها
حسن هو السارق
........
لم يستطيع سماع تلك المباركات التي تهاوت على مسمعه.. ولا بتردد تلك العبارة التي مازال
متابعة القراءة