رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يريدها إلا لنيل ما كان يبحث عنه في جسد سميرة ما كان يريد نيله منها حينا ھجم عليها وأراد اڠتصابها..
فهي لا تحتاج لتسمع منه مصيرها المحتوم فما الذي تملكه غير ما يبحث عنه عنتر وأمثاله
عادت لقوتها ولامبالاتها بعدما ابتلعت غصتها المريرة
 يرميني او يخليني عنده.. مش هتفرق يا باشا.. ما دام الراجل عايزني في الحلال نديله فرصه

وبأمل زائف تحاول التمسك به
 مش يمكن يكون تاب
ازدادت ملامحه احتقانا وهو يستمع لما تمنحه لنفسها من أمل يراه مستحيلا في رجل كعنتر لا يبحث إلا عن نزواته
 تاب
تمتم بها مستنكرا فعنتر مازال يتوافد على الملاهي الليلة ويلتقي برفقاء السوء
 و مالك بتنطقها كده يا باشا.. كأن التوبة مش مسموحه لينا
وسرعان ما كنت تلطم كفوفها ببعضها مستغفرة تلوي شفتيها تهكما
 لو افترضنا إنه تاب فعلا يا بسمه هيتوب عشان يتجوزك ولا الإنسان بيتوب لربنا الأول
 موافقة برضوه عليه يا باشا عنتر احسن من ناس كتير عرفتهم في حياتي
ارتفعت وتيرة أنفاسه بعدما نال الڠضب منه فهي مصرة على الزواج منه
 ولو اتجوزتوا وصحي فجأة من توبته..
كأنه كان يضع لها العقدة بالمنشار ولكنها لم تعد تأبى شئ.. وقد اختارت حياتها مع عنتر
 متخافش يا باشا مش هرجعلك تاني واقولك انقذني وساعدني لو كنت خاېف يعني 
إنها تريد بالفعل إصابته بجلطة دماغية اغمض عينيه لعله يهدء من وتيرة أنفاسه المرتفعة
 تقدري تعملي مشروعك يا بسمه ولو على التليفون أنا.. 
وقبل أن يكمل عبارته ويخبرها إنه سيجلب لها هاتف جديد بامكانيات حديثة
 أنت نسيت يا باشا إن عنتر عنده مطعم كبير وكنت شغاله فيه.. فعلا المشاغل الكتير بتنسي الواحد
القت عبارتها ثم علت دقات قلبها وتراقصت السعادة في عينيها وهي تشاهده يدلك جبينه ويزفر أنفاسه بقوة بعدما أصبحت عبارتها تصيب هدفها
 عنتر دلوقتي بقي الفانوس السحري بالنسبالك
ظن أن همسه خرج خاڤتا ولم يدرك إنها استمعت لعبارته اخفت ابتسامتها عندما علقت عيناه بها
 هتتخلي عن أحلامك يا بسمه عشان تتجوزي
وقد ابهرته اليوم بالدور الجديد الذي تقمصته و أجادته والجواب الأخير كانت تخبره به بعدما الټفت بجسدها وعادت تنشغل بتنظيف ما تقع عليه يديها
 بكره أحققها مع عنتر.. يا جسار بيه
إنه حقا أصبح يشعر بالصدمة والذهول لإصرارها على رجلا أراد اڠتصابها بل وكان يحتل كوابيسها والجواب الوحيد الذي كان يخترق أذنيه بعدما عادت ملامحه لتجهمها
 إصرارك على عنتر ملهوش تفسير غير كلام زميلتك في المطعم كان صح
اخترقت عبارته أذنيها فها هو يفسر تصميمها على زيجة كان هو السبب الوحيد في دفعها إليها كما يحلو حمقاء هي حينا ظنت هذا الرجل خلاصها بل كانت غبية حينا أغرمت به وظنت أنه سينظر لها يوما بنظرة أخرى
عادت تلتف إليه تنظر إلى عينيه تري فيهما إتهاما ولكنها لم تعد تهتم لنظرة أحد نحوها 
 واحده من الشارع.. تفتكر هتكون إيه يا باشا
طالت تحديقه بها بعدما ألجمته عبارتها.. فانسحب صامتا يقبض فوق كفيه بقوة يخبر حالها فلتذهب للچحيم الذي تريده. 
وقفت خلفه في شرفة المنزل بعدما غادرت دورة المياة وبحثت عنه في ارجاء الغرفة
 أنت عارفه أنا بثق إزاي في قرارتك يا خديجة
دلكت خديجة جبينها بأرهاق وهي تتابع الحديث معه حول صفقتهم في شراكة جديدة ستدخلها مجموعتهم الأستثمارية 
 لازم تكون في الغردقة الاسبوع الجاي يا سليم مستر فايق جاي هو وزوجته يقضوا كام يوم في مصر يستمتعوا بالأجواء وطبعا يشوف المنتجع السياحي عشان يتمم صفقة الشراء
 صوتك مش عجبني يا خديجة
تجاوز الحديث عن عملهم بعدما شعر بذلك الفتور الذي اخترق نبرة صوتها ومع سماع صوت تنهيداتها كان يتأكد أن عمته الجميلة بها شئ تخفيه عنه
 محتاجه انزل مصر كام يوم يا سليم محتاجه اشحن طاقتي منك ومن خديجة الصغيرة
ورغم البسمة التي ارتسمت فوق ملامحه بعدما أخبرته بنيتها في القدوم إليهم إلا أن كلماتها زادته يقينا أنها ليست بخير
 كلامك بيأكد ليا احساسي يا خديجة
 قول لديدا إن هديتها هتوصلها
وها هي تهرب من الحديث بحديثا أخر شعر بذراعين فتون حول خصره وكأنها تخبره بوجودها معه في الشرفة
 خديجة النجار بتهرب من الإجابة اوعي تكوني بتحبي يا ديدا ومكسوفة تحكيلي
تجمدت ملامح خديجة ورغم نبرته المازحة في طرح سؤاله إلا أن الخۏف أحرق فؤادها.. 
ثقلت أنفاسها وقد تخيلت اللحظة التي ستظهر فيها حقيقة زواجها من أمير أمير الذي جاء لينفذ صفقة معهم بعدما بعثة شقيقه كاظم النعماني لينتهي بها الأمر معه أمرأة تحترق رغبة في قربه وبعده عنها
 حببتي ادخلي جوه الجو برد عليك
انتبهت على الحديث الدائر بين سليم وفتون ولا تعرف لما أتت صورة فتون القديمة إليها فتاة صغيرة تنظر نحو سيدها بنظرة حالمة وكأنها تري فيه بطلا من أبطال الحكايات وابن شقيقها لديه سحر مع النساء لا يقاوم والصغيرة زوجة.. زوجة وقعت بشرك الخطيئة.. خطيئة الحب
فاقت من شرودها على صړخة خاڤتة ثم هتاف سليم بها قبل أن ينهي الحديث معها
 خديجة مضطر اقفل معاك نكمل كلامنا بكرة..
وبلهفة قلقة تسألت
 مالها فتون صړخت ليه
ورغما عنه كان يضحك بقوة
 سلام يا ديدا
علقت عينين خديجة بالهاتف بعدما أغلق هو.. تحاول فهم سبب عدم جوابه عليها لتنفرج شفتيها في ضحكة قوية مريرة غير مصدقة ما وصل إليه عقلها. 
أسرعت فتون لداخل الغرفة حتى تتمكن من رفع منامتها العلوية فعلقت عيناها بذلك الأحمرار الذي أحدثته يده العابثة بعدما قرصها في خصرها
 عمتك هتقول عليا إيه دلوقتي أنا بقيت في نظرها وقحة
حدقها سليم للحظات ثم اڼفجر ضاحكا وهو يراها كيف تعدل من هندم ثوبها
 أنا كنت في كامل جديتي و وقاري لكن مراتي كبرت وبقت تحب تشاغب..
وأقترب منها بنظراته العابثة التي شملتها.. فاطرقت رأسها خجلا وهي تتذكر إنها هي من وقفت خلفه تحتضنه وتعبث معه..بأفعال لا تصدق أنها أصبحت تفعلها
 تفتكري هحرمك من مشاغبتي
 أنت السبب أنا بقيت بتعلم منك
تعالت صوت ضحكاته بقوة يقسم داخله إنه لم يضحك هكذا من قبل فاحتقنت ملامحها وهي تراه لا يستوعب ما وصلت إليه بسببه
 أنا يا حببتي ده أنت الست الوحيدة.. اللي بقيت على ايديها راجل محترم
تجهمت ملامحها وقد ذكرها بنزواته القديمة فالتقطت ذراعها بعدما رأها تشيح عيناها عنه تتمتم بكلمات مبهمه
 ده الفضل كله يرجع للدورات التثقيفية بس كفايه دورات يا حببتي هبدء اخاڤ على نفسي منك
 سليم
تعالا صوتها في صړاخ تنظر إليه بملامح محتقنه.. تراه وهو يتراجع ضاحكا وكأنه اليوم في مزاج يسمح له بالعبث معها وإحراجها
 سليم النهاردة في مزاج عالي
عقدت ساعديها أمامها وارتفع حاجبها الأيسر وقد راودها الشك تتسأل بنبرة حانقة
 والسبب
والجواب كان يمنحه لها وهي بين ذراعيه يضمها إليه بحب
 يمكن عشان قضيت اغلب اليوم مع مراتي الجميلة العاقلة
 سليم أنت هتفضل تحبني ديما مش هتتخلي عني أبدا.. 
واردفت بمرارة احرقتها
 متخلهومش يشاوروا عليا ويقولوا ما هي ديه النهاية كلهم مستنينك تطلقني يا سليم.. حتى أنا مستنيه اصحى من الحلم الجميل
احرقته عبارتها حتى أن شعور الخۏف من نفسه ليخذلها يوما عاد إليه فكم كان يسمع وعود والده لجده أو والدته بالتغير والخلاص من نزواته فالجميع يوعد والقليل من يفي بوعده حتى النهاية
وفي صمت كان يضمها إليه بقوة أكبر يمنحها جوابه في صمته..
شعر بسكونها بين ذراعيه فاطبق فوق
 

تم نسخ الرابط