رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


ثم عاد الرنين مرة أخرى 
زمجر رافضا أي حديث يبعدهم عن متعتهم وهي كانت مطيعة راغبه
وتآوه لذيذ كاد أن يخرج من بين شفتيها ولكن رنين الهاتف كان يعود ثانية وتلك المرة هو من ابتعد عنها حانقا متأففا يلتقط هاتفه مقررا إنه سيغلقه ولكن عيناه علقت برقم المتصل لا يستوعب إتصال أخيه بهذا الوقت
ولكن شيئا اجتذب اهتمامه وقد تجاهل تسألها بعدما اعتدلت فوق الفراش تنظر إليه بتوجس فأخيه لا يهاتفه من مصر

 مش معقول كاظم هنا في إيطاليا إزاي مقاليش
والعبارة اخترقت اذني المترقبة لمعرفة هوية المتصل لم يحتل الخۏف ملامح أمير بل كانت الصدمه لمجئ أخيه دون إخباره
لكن الخۏف والفزع احتلوا ملامحها في شحوب حاولت إفاقة حالها من الخۏف والتقاط ملابسها الملقى بعشوائية
توقف الرنين فالجمه المشهد وهو يراها تلتقط ثيابها بتوتر وفزع تتمتم بكلمات خائڤة وكأنها ضبطت في جرم
حاول إفاقة حاله من الذهول الذي أصابه لا يصدق أن الحال وصل به لهنا زوجته تخشى الڤضيحة زوجته تدني مكانتها وكأنها مجرد عاهرة قضت ساعات الليل في شقته وفوق فراشه
 أنت بتعملي إيه
تمتم بها وهو يراها تبحث عن حذائها في إنفعال تقاوم ذرف دموعها من شدة فزعها
أسرع في التقاط ذراعها حتى تتوقف عما تفعله پجنون
 أنت مراتي يا هانم ليه مش قادرة تفهمي إنك مراتي..
 ابعد عني يا أمير خليني أمشي من هنا
 مش هتمشي يا خديجة ويمكن الوقت جيه خلاص إن كاظم وكل الناس تعرف إنك مراتي
ازداد ذعرها وقد احاطها بذراعيه يجبرها على التوقف مكانها شفتيه عرفت طريقها ثم خرج صوته بخفوت
 خديجة أنت مراتي مكانك جانبي وفي حضڼي.. بلاش تضيعي الباقي من عمرك في خوف.. زي ما ضيعتي نفسك زمان على حاجه مالكيش ذنب فيها
انسابت دموعها وقد فقدت قدرتها على حپسها خاصة بعدما أشار على ذكرى اڠتصابها وكرهها للرجال وما عاشته لترمم حالها
شعر براحه وهو يرى سكونها بين ذراعيه وفي لين وهدوء ادارها نحوه يرفع كفيه يمسح دموعها التي هزته وهو يرى ضعفها الذي أصابه
 أنت مراتي يا خديجة
أراد أن يثبت لها إنها ملكه وحده.. خاڼها جسدها للحظات ولكن عقلها كان يحاربها حتى تفيق
وبين صراع الجسد والعقل.. دفعت نفسها عنه تضع كفها فوق شفتيها تنظر له بأسف ثم أسرعت في التقاط حقيبتها وغادرت مرتجفة لا تقوى على مقاومة رعشة جسدها 
 خديجة 
........
توقف كاظم مكانه مشدوها بهيئة أخيه فحصه بنظراته متوجسا
تراجع أمير خطوتين يمسح فوق خصلات شعره الرطبة يشعر بالتوتر من نظرات كاظم الثاقبة
 مبلغتنيش ليه بميعاد طيارتك
واردف متهكما ينظر لعينينه يرى فيهم الشك
 ولا قولت تعملها ليا مفاجأة
 هي ديه حمدلله على السلامه يا أمير
تمتم بها كاظم وهو ينظر نحو جنات التي استندت إلى الحائط دون أن تهتم بحديثهم.. انتبه أمير عليها أخيرا يشعر بالحرج مبتعدا عن الباب
دلفت جنات وقد تأكدت أن قلة الذوق شئ مؤصل بتلك العائلة فالأخ الصغير لم يرمقها إلا ببضعة نظرات دون حديث وكأنها ليست مرئية
 كان معاك واحده هنا إرتباكك ده فيه حاجة
ثم عاد يفحصه بعينيه مجددا
 ورايح فين في الوقت ده أنا جايبك هنا تشتغل وتبعد عن السرمحه ولياليك الحمرا
ولكن أمير كالعاده تركه يتحدث دون أهتمام بتعليقاته احتقنت ملامح كاظم وهو يراه يسحب المعطف متمتما بجمود
 حمدلله على السلامه يا كاظم
انغلق الباب فوقفت جنات خلفه وكأنها قد فاقت للتو
 سبحان الله حتى كلامك مع أخوك سد نفسه وسابلك المكان ومشي
 جنات
صدح صوته بصړاخ حاد يقبض على كفيه بقوة.. ملتفا إليها
 ياريت تشوفيلك أوضه وتروحي تكملي نوم
ظنها ستنسحب من أمامه بعدما انتفض جسدها فزعا من صوته ولكنها اخدت تجول بعينيها في الشقة غير مهتمه بحديثه
احتدت ملامح كاظم فهي لم تعد تهتم بأي حديث يلقيه عليها 
 أنت يا مدام مش بكلمك
استمرت في تحديقها الذي ازاده حنقا فيكفيه الشكوك التي اقټحمت عقله وتأكده من حقيقة أن أخيه يواعد أمرأة
يبعده عن مصر حتى تتوقف الفضائح عن سمعتهم.. فيأتي لهنا يكمل مسيراته الغرامية
وجدها تتحرك من أمامه فاسرع في التقاط ذراعها
 لو فاكره إنك بالطريقه ديه عايزانى أجيب أخري معاك فخليكي متأكده إن الدرجة ديه مش بوصل ليها غير لما بكون عايز ده .. يعني بلاش تعلبي لعب الأطفال الفاشلة
حديثه الفظ لم يعد يغضبها فقد أصابها التبلد من معاشرته.. وكلها أيام وستنتهي رحلتهم ويعود كل منهما لحياته ولولا مشروعها الصغير الذي أقنعها به أحمس لكانت تركت له المدينه بأكملها وبحثت عن مدينة أخرى تعيش بها
 عارف أكتر حاجة اتعلمتها منك إيه كره الذات.. نجحت اوي في درسك يا كاظم باشا
قالتها بمرارة وهي تتحرك من أمامه وبنفس المرارة التي القت بها عبارتها.. كان يتجرعها هو داخل جوفه
كاظم النعماني بات يتألم من سماع بضعة كلمات شعور مخزي كان بالنسبه إليه..
 ما دام فوقتي ومزاجك لطيف أوي كده اعمليلي فنجان قهوة
توقفت مكانها فهذا الرجل يبهرها يوميا.. وبداخلها توعدت أن تجيبه بالرد الذي يستحقه.. فهل هو يأمرها
إنها حرب ولابد أن تنتصر فيها قبل أن تحصل على ورقة طلاقها
 ومن غير ردودك الجميله يا جنات أنا فعلا محتاج فنجان قهوة وده مش أمر حقيقي وإعتراف ممكن متسمعهوش مني تاني.. قهوتك ليها مذاق مختلف ووحشني طعمها
والڠضب الذي احتلى عيناها منذ لحظات تحول إلى ذهول لم ترى أي علامات من التهكم مرتسمة فوق ملامحه ولا تلك الغلاظة كما اعتادت.. بل كانت ملامحه مرهقة وعيناه عالقة بها بنظرة غريبة عليها منه
ابتلعت كلماتها الرافضه وبتوتر تسألت
 فين المطبخ 
وفي صمت تحركت خلفه نحو مطبخ عصري الطراز.. يلتقط ما يخص القهوة
لم تكن تشعر بحالها وهي تطالعه بحيرة ومازال صدى إعترافه بحبه لقهوتها يخترقها إنها حقا أصبحت حمقاء لتسعدها كلمات مدح وكأنه أخبرها بكلمات غزل المحبين
سرحت بخيالها تتخيله يمنحها وردة حمراء.. يعترف لها بحبه وشوقه.. يضمها إليه بتلك الضمة التي تمنح السلام وليست تلك الضمة القاسېة التي يقبض بها فوق جسدها حتى يسيطر عليها 
فاقت من شرودها مصعوقة من قربه منها تنظر إليه وهو يرفع ذراعه ليلتقط فنجانين ثم ابتعد عنها يضعهم فوق سطح رخامة المطبخ متمتما
 يعني لو حبه تشربي قهوة
انتظر جوابها على أمل غريب عليه فمند متى يأمل أن تشاركه امرأة قهوته الصباحيه بعدما كان يرى النساء حبات سكر لا مذاق لها تظنها ستمنحك مذاق حلو ولكن تجد قهوتك سادة بلا مذاق.. فالأفضل أن تشربها سادة وستمنحك مذاق مفضل بعد أن تعتادها ولن تفكر بعدها أن تشرب قهوتك بمذاق مختلف 
والقاعدة التي وضعها باتت تتضمحل وشئ ېصرخ به بأن يفيق من هذا الجنون
 أنا محتاجه أنام
اماء برأسه متفهما يمسح فوق وجهه ثم وقف يتابعها بعينيه وهي تعد له قهوته في صمت
 أنا بعد ساعتين هخرج رايح الشركة
والصدمة كانت تصعقه فهو يخبرها عن وجهته.. وكأنه يبحث عن حديث يخلقه معها
غادر المطبخ وقد احتلى الجمود ملامحه يدور حول نفسه مصعوقا هو يريد منح زواجهم فرصة معللا لنفسه إنه بات يحتاج امرأة في حياته بعدما ذاق قربهم
هو يحتاجها لحاجة جسديه وتكوين أسرة بعد أن ظل ليالي يسأل حاله لمن يجني كل هذا المال والنجاح
 لا يا كاظم أنت لازم تفوق مش معنى إنك عايز
 

تم نسخ الرابط