رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
لكان انتهى كل شئ
طالعها بنظرات مطمئنة يمد كفيه نحو وجهها حتى يلامسه
تجمدت عيناه نحو يديه العالقتين في الهواء يرى إبتعادها عنه ونفورها تهز رأسها رافضة لعطفه
إستدار فتحي بجسده بعدما يأس من غلق ازرار قميصه فلم يعد بالقميص إلا بضعة أزرار والبقية قد أنقطعوا تحت يديها
نظراته كانت حانقة هذه المجنونه لولا حاجته للمال
اتسعت عينين فتحي ذعرا كيف لم يشعر بوجوده
هذا الرجل حضوره يرجفه.. يذكره بتلك الصڤعات التي ينالها في المخفر
باشا وحشني يا باشا..
اسرع فتحي نحوه يحتضنه لعله يهرب من سهام نظراته القوية
وحشني يا جوز أختي
ابتعد عنه فتحي بعدما شعر بجموده يبحث بعينيه عن بسمه التي مازالت واقفة تنظر نحو أرضية الغرفه لا تقوى على التحرك وقد باتت إستجابتها للأشياد ضعيفه
أراد فتحي أن يثرثر لعله يخفى ربكته من نظرات الواقف أمامه يخشى أن يكون استمع لحديثه معها
باشا أنت مش طايقني كده ليه
تجاهله جسار بعجرفة يجيدها مع امثاله فتراجع فتحي للخلف خائڤا من نظراته القوية
تلاشى جموده يصب نظراته عليها.. يشعر بالعجز لجهله ما حدث ليلة أمس حتى ذهابه لتلك الشقة لم يأتي بالنفع كل ما صار يعرفه أن إحدى الفتيات سلوكها سئ وعدوانية مع الناس كلما سكنت الغرفه إحدى المغتربات الجدد تغادر دون أن تكمل أسبوعا واحدا إلا تلك المدعوة ب هايدي من استمر مكوثها مع صاحبه المسكن
اتسعت عينين فتحي في ذهول يرمق شقيقته بعدما نفرت يده الممدودة إليها ثم تحركها من أمامه في صمت زاده دهشة
هى مالها يا باشا البت مش طبيعيه.. انت عملت فيها إيه
اطبق جسار فوق جفنيه بقوه لعله يسيطر على غضبه ويهدء قليلا من أسئلته
إستدار نحوه بعدما زفر أنفاسه يحدق به مستنكرا
لمعت عينين فتحي بالغبطة وسرعان ما كان يرفع كفه نحو شاربه يمسده ثم يرفع رأسه لأعلى في ترفع بالتأكيد هو يمتدحه
مش أختي يا باشا باشا أنا محتاج فلوس.. مش كفايه بسببك يا باشا بطلت أمشي عوج عشان سمعتك
......
ضاقت عينين السيدة سعاد في حيرة تستدير بجسدها مرة أخرى نحوها
ابتعدت السيدة سعاد عن الغرفه ومازالت تحادث نفسها في حيرة ستقتلها.. مجرد اسبوع مضى.. تغير كل شئ في هذا البيت وتغيرت بسمه
حصلك إيه يا بنتي خلاكي تنطفي كده تمشي من البيت فجأة وتقوليلي إنك عند الست ملك لما أسألك ليه كذبتي عليا يا بسمه...كنت قولتيلي إنك عايزه تمشي كنت هخلي البيه يشوفلك مكان لو أنت مصممه يا بنتي ما أنت كنتي متقبله الوضع معاه وعارفه إن وجودك هنا فترة وهتمشي بعد ما جسار بيه يساعدك إن يبقى ليكي بيت تعيشي فيه أو واحد ابن حلال يتجوزك..
انفلتت شهقة قوية من السيدة سعاد تقطع ثرثرتها تتراجع للخلف بعدما انتبهت على قربها من درجات الدرج
مش تاخدي بالك يا داده
حاولت السيدة سعاد التقاط أنفاسها وهى تنظر إليه وعلى ما يبدو إنه تخلص من هذا الضيف الثقيل والضيف ليس إلا فتحي
الحمدلله يا بني ربنا ستر...أنا مش عارفه هبطل أمتى العاده ديه وابطل اتكلم مع نفسي اه يا راسي... الصداع هيموتني خلاص من التفكير
لبرهة صمتت السيدة سعاد..تبحث عن سؤال تنال منه حتى لو جواب بسيط يريحها
يا بني.. بسمه فيها حاجه غريبه ديه پتخاف أقرب منها
القت السيدة سعاد بحديثها تنظر إلى ملامحه التي صارت جامده وقد قتمت عيناه
الدكتوره زمانها على وصول اول ما توصل طلعيها على اوضتها
هى بسمه عيانه بمرض خطېر..
لطمت السيدة سعاد صدرها وقد عادت تحليلاتها تغزو عقلها
أنا قلبي حاسس في حاجه فيها هي ديه دكتوره إيه يا بني
فرك جسار فروة رأسه فهو خير من يعلم خصال السيدة سعاد إذا تحدثت لن تصمت
داده سعاد
انتبهت السيدة سعاد على ضجره فهو يقف أمامها لا يستطيع غلق عيناه من شدة إرهاقه وهى مستمرة في استجوابه
حاضر يا بني
.....
دلفت فتون الغرفة تلهث أنفاسها لا تصدق أن وقت الحفله لم يبقى عليه سوى ثلاث ساعات
الله يسامحك يا جنات اليوم ضاع مع خطتك
وسرعان ما تلاشى تذمرها عنها تحتل شفتيها ابتسامة واسعة تتذكر ما فعلوا ثلاثتهم
مغامرة لم تعيشها من قبل
تخضبت وجنتاها فهذه الليله عليها إحتجاز سليم بغرفة الفندق وعليها جعله ألا يفكر بمهاتفة المنزل
اه على خطتك يا جنات.. عايزاهم يتصالحوا و..
وسرعان ما كانت تقضم شفتيها في خجل تنفض رأسها وقد عاد بعض الخۏف ينتابها
السيدة ألفت معها بالأمر حتى الخدم ولكن حارس الأمن هو عائقهم
الموضوع كبر كده ليه.. لو هى بس ترضى تخرج من البيت كانت سهلت علينا الحكاية
فتون أنت بتكلمي نفسك
تسألت بها خديجة تتعجب من الذعر الذي أصابها حينا رأتها
شكل الفقرة اللي هتقدميها واخده عقلك
فقرة وهى من ستقدمها نيابة عن الجمعية التي تمثلها كيف تناست هذا الأمر من مجرد ساعات تحولت فيها لأحد أفراد العصاپات
الله يسامحك يا جنات
بتقولي حاجه يا فتون
ضاقت عينين خديجة في حيرة وسرعان ما كانت تتذكر سبب مجيئها لغرفتها
وريني اختارتي فستان إيه للحفله خليني اساعدك عشان تكوني النهاردة نجمه الحفله
نجمه مره واحده ده أنا تقريبا هكون اقل واحده فيهم...
واقعد اسبوع هتكون سيرتي على لسان كل فرد من معارفكم
انفلتت شفتي خديجة بضحكة ناعمة ثم دفعتها برفق من أمامها
كفاية قلت ثقه في نفسك قولتلك خليكي ديما شايفه نفسك عالية
وعلى سيرة العلو كانت تحك جبهتها تنظر إليها تتمنى أن تحصل على الجواب الذي تتمناه
هو أنا لازم ألبس كعب عالي
أنفلتت ضحكه صاخبة من شفتي خديجة هذه المرة ابن شقيقها لديه بالفعل طفلتين
لازم يا فتون فين الفستان ولا سليم معملش حسابه اوعي تقوليلي إنك مهتمتيش بالموضوع مش معقول يا فتون متكونيش زي اغلب الستات..
لا لا سليم اشترالي واحد جديد
أخرجت الثوب تعرضه لها تنتظر تعليقها عليه
سليم هو اللي اختاره ولا أنت
هو أنا بروح افضل اقيس وبس
نطقتها متذمرة لقد اخدت النسخة المتحفظة من سليم النجار بعدما انتهى عصره القديم من رجل منفتح لا يركز فيما ترتديه نسائه
الفستان محتشم جدا و راقي ابن اخويا بقى متحفظ
ثم استطردت في حديثها ولم تعد تستعجب تغير سليم مع زوجته الصغيرة تلك التي لم تتجاوز اعوامها الثالث والعشرون ربيعا
تعرفي يا فتون سليم مكنش كده مع أي ست كان متجوزها او مرافقها كان ديما يحب يكون حديث الكل وأد إيه هو محظوظ بالجمال اللي معاه
ما هو ابن أخوكي لا الشمال أو يمين.. لكن معندهوش وسط
ارتسمت الدهشة فوق ملامح خديجة وسرعان ما كانت تضحك مرغمة على هيئتها تنظر لها بعدما تحركت يدها نحو شفتيها تكمم فمها
صوتي كان عالي مش كده
متابعة القراءة